إلى جانب إقامتها ملتقى للفنانين العرب اختتم في آذار/ مارس الماضي، تحافظ "الجمعية القطرية للفنون التشكيلية" إقامة المعرض السنوي للفنانين القطريين، والذي افتتح في العاشر من الشهر الجاري في مقرّ الجمعية في "كتارا" بمشاركة 44 فناناً ويتواصل حتى نهاية شهر رمضان.
في تقديمه للمعرض، أشار الفنان يوسف السادة رئيس مجلس الجمعية إلى أن "مقاربة التراث القطري والتجريد وصولاً لصياغات جمالية محددة، هي في واقع الأمر ردة فعل معرفية لانطلاقة التشكيل المعاصر"، مضيفاً أن "المعرض يتميز باختلاف التجارب من حيث الأسلوب والتقنية وطبيعة المادة التي يستخدمها الفنانون، وتدعو إلى اتجاهات فنية معينة، أو تأخذ صيغة الاعتراض على ما هو موجود بطرح ما يغايره".
يتناول الفنان عيسى الملا مفردات مستمدّة من التراث مثل الأزياء التقليدية والألعاب الشعبية، والحياة اليومية بالقرب من البحر، حيث يعمل على إعادة تدوير عناصر تراثية، واختبار التغيّرات التي طرأت عليها مع مرور الوقت، حيث أصبحت الملابس التي كانت خالية من الزخرفة والتطريز في ما مضى، إلى أن احتوت تنويعات عديدة منها اليوم، إلى جانب توظيفه خطوط عربية ولاتينية في أعماله.
يقدّم الفنان عبد الله فخرو منحوتة من الخشب، تظهر على سطوحها نقوشات بالخط الكوفي، تظهر عبارة "ولهان ومسير" المأخوذة من الأغنية التي ألفّها عيسى آل خليفة ولحنها الموسيقي القطري الراحل عبد العزيز ناصر.
أما الفنان محمد الجيدة فيواصل العمل بلوحات كبيرة الحجم على مواضيع تتمثّل بتراث البحر والصيد وطقوس الصيادين، وكذلك تقديم الأساطير الشعبية وحياة البدو والترحال ومظاهر الحياة الاجتماعية المختلفة، وتذهب الفنانة حصة بو العينين إلى تصوير قلعة الزبارة وتقديم محتوياتها الأثرية.
من جهتها، تشتعل الفنانة موضي الهاجري على القراقير، وهي إحدى الأدوات التي تصنّع من أسلاك الحديد وتستخدم في صيد الأسماك، أما الفنان شاهين الغانم فقدّم في واحد من عمليه الذي يشارك بهما إحدى القرى التي تطلّ على البحر، متناولاً تفاصيل معمارها وحركة البشر فيها، يرسم الفنان إبراهيم خلفان بعمل يحمل عنوان "أرزاق"، ويظهر فيه الحمال في سوق "واقف" في الدوحة، الذي يطعم الحمام والطيور.