وذهبت جائزة أفضل وثائقي إلى فليم "اصطياد أشباح" للفلسطيني رائد أنضوني، و"جائزة الصحافة" إلى "طريق السمّوني" للإيطالي ستيفانو سافونا، وهو شريطٌ يوثّق تفاصيل المجزرة التي أودت بحياة 29 فرداً من عائلة السمّوني في غزّة خلال عملية "الرصاص المصبوب" الإسرائيلية عام 2009.
لجنة تحكيم الجائزة الكبرى، التي يرأسها المخرج الفرنسي صموئيل تايس، بثّت فيديو مسجّلاً خلال حفل الختام، استعادت فيه ذكرى من قُتلوا تحت التعذيب في معتقلات النظام السوري، ووجّهت تحية إلى "من دفعوا حياتهم من أجل مواقفهم، ومن أجل صناعة سينما ملتزمة: باسل شحادة وتمام العوّام والعشرات غيرهم، وإلى كل المضطهدين والمنفيّين بسبب قمع نظام الأسد".
أمّا لجنة تحكيم "جائزة الصحافة"، التي يرأسها الناقد السينمائي الفرنسي إكزافيه لو هيربور، فحيّت في بيانها الختامي "الفنّانين السوريّين أصحاب المواقف النبيلة في مواجهة إجرام الأسد" مستعيدةً زكي كورديلو وابنه مهيار وعدنان زراعي ومأمون نوفل وآخرين.
في المقابل، أثارت مشاركة فيلم "رجل وثلاثة أيام" للسوري جود سعيد جدلاً كبيراً، فإضافة إلى تدنّي مستواه الفنّي، لم يكن ممكناً إغفال دأب صاحبه، خلال السنوات السبع الماضية، إلى تقديم أفلام تُلمّع صورة النظام السوري، وتُغطّي على مجازره "سينمائياً".
في حديثها إلى "العربي الجديد"، تذكر نيومي كان، عضو لجنة تحكيم الجائزة الكبرى، أن الفيلم المذكور يُقدّم "بروباغندا لخلق صورة غير صحيحة عن جيش النظام وتعامله "الإنساني" مع الناس على الحواجز وفي الحياة اليومية"، مضيفة: "لا يُمكن أن ننسى عشرات الفنّانين السوريّين الذين قتلهم النظام في معتقلاته".
يُذكر أن الدورة الحالية خصّصت سلسلةً من العروض لاستعادة سينما المخرج المصري يوسف شاهين، كما نُظّمت ندوة حول أفلامه وراهنيتها أدارها الأكاديمي الجزائري محمد بن صالح.