يواجه "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، في دورته السابعة والأربعين التي تختتم في العاشر من الشهر الجاري، جملةً من الانتقادات التي تتوزّع بين الزوّار والناشرين على حدّ سواء.
"هذه الدورة تشبه سوقَ خضار، وليس معرض كتاب". هذه الجملة التي سمعناها من ناشر مصري، تكاد تكون لسان حال كثير من الناشرين المشاركين في الدورة الـ 47 من المعرض.
ويوضّح ناشرون، التقت بهم "العربي الجديد"، أن المعرض يعاني من عشوائية كبيرة؛ أدّت إلى رفض كثير من الدور في عدد من البلدان العربية والأجنبية المشاركة، بسبب سوء التنظيم والإدارة وضعف الإقبال، إلى جانب زيادة قيمة الجمارك على الكتب. وبرأي كثيرين منهم، فإن المعرض بعد أن كان ذا مواصفات تسمح لدور النشر بعرض ما لديها من كتب بطريقة تمكّن الزائر من الاطلاع على إصداراتها، ها هي المنشورات تعرض الآن بطريقة تحول دون وصولها إلى القارئ.
من جهةٍ أخرى، عرفت الندوات التي أُقيمت على هامش فعاليات المعرض حضوراً ضعيفاً، اقتصر، معظمه، على أقارب ضيوف اللقاءات الذين لم يتجاوز عددهم في كل واحدة العشرة أفراد. يُرجع كثير من الشباب غيابهم عن الندوات إلى تقليديتها والملل المصاحب لها؛ لأنّها مُكرّرة، مشيرين إلى أنّهم فضّلوا شراء الكتب.
في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يشير الناشر محمد الشريف إلى عدم توفّر كثير من الأساسيات التي يُفترض أن يُقام أي معرض عليها: "تُقام كثير من الخيام يضع فيها الناشرون كتبهم؛ أطاحت بها الرياح، ما دفعهم إلى جمع كتبهم وانسحابهم من المعرض". بينما يوضّح الناشر حسين عبد الصبور أن البنية التحتية للمعرض غير جيدة، إلى درجة أن الدليل الذي يساعد زوّار المعرض على التنقّل في أروقته ومعرفة الدور المشاركة، لم تُدرج فيه أسماء دور النشر العربية.
عوامل أخرى، تساهم في تراجع مستوى المعرض، يذكرها الناشرون؛ فيوضّح شريف مدكور أن مستوى البيع مُنخفض بسبب سهولة الحصول على النسخ الإلكترونية المُقرصنة، وهذا ما أكّده الناشر سعيد رسلان، مشيراً إلى سوء الأحوال الاقتصادية التي تمرّ بها مصر، هو أيضاً سبب لضعف المبيعات.
من جهته، انتقد الأستاذ بكلية الإعلام في جامعة القاهرة هاني محمد علي، وضع المعرض؛ إذ يرى أنّ وزارة الثقافة و"الهيئة العامة للكتاب" لم تهتمّا به مبكراً قبل انطلاق دورته الجديدة: "اختفت مظاهر الثقافة والفكر عن المعرض، وحلت مكانها تجارة الكتاب للربح، خصوصاً تلك الدراسية التي تبالغ دور النشر في أسعارها مع سوء ورقها وإخراجها وطباعتها".
اقرأ أيضاً: "القاهرة للكتاب": نكتة العثور على قارئ