تسعى التظاهرة التي تنظّم كلّ عام، إلى "الاهتمام بتجارب نخبة من الفنانين الذين تضمّنت تشكيلاتهم صيغاً تشكيلية ولغوية ودلالية متميّزة، ويتمّ توظيفها بطرق مختلفة وتقنيات جديدة مغايرة"، بحسب يوسف السادة رئيس الجمعية الذي يشير إلى "الاستعدادات الجارية لإطلاق الملتقى العربي للفنون التشكيلية في دورته الثانية خلال آذار/ مارس المقبل".
من أبرز الفنانين المشاركين؛ يوسف أحمد، وسلمان المالك، ومحمد الجيدة، ووفيقة سلطان، ومزاحم الناصري، وموضي الهاجري، وريم العبيدلي، وإسماعيل عزام، وأحمد البحراني، وناصر العطية، وإبراهيم خلفان، ويوسف السادة.
تحضر في المعرض بورتريهات إسماعيل عزام للعديد من الفنانين، إلى جانب معيانته لأبرز التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية في الخليج في حقبة الخمسينيات والستينيات، أما أعمال أحمد البحراني النحتية فهي تتنوّع في استحضارها أساطير الرافدين وتكوينات تجريدية وتوثيق الواقع.
يوسف السادة يشتغل على توظيف مناخات التراث والعلاقة التي تربط الإنسان القطري بالمكان والطبيعة والرموز المتعلّقة بالطقوس والحياة اليومية، بينما يذهب يوسف أحمد إلى إدخال الحروفيات في لوحته التي تتكئ على أشكال هندسية، كما يتناول البيئة التقليدية في رصده للأحياء والبيوت القديمة، والأزياء والرقصات الشعبية، وهي الفضاءات ذاتها التي يتطرّق إليها سليمان المالك مع استفاضة في رصد الحركات والتواصل بين الشخصيات التي يرسمها.
تتنوّع أعمال ناصر العطية حيث تقترب عوالم بعضها من السوريالية، عبر تصوير كائنات وعوالم غرائبية ومحاكاة الأحلام والكوابيس متجاورة مع تشكيلات واقعية، بيما تستند وفيقة سلطان إلى تقديم الثقافة الشعبية المحلية، خصوصاً تفاصيل المرأة من ناحية أزيائها وأحلامها وخصوصية عالمها، من خلال حروفية متداخلة الألوان وغالباً ما تكون ترابية.
يركّز مزاحم الناصري على شخصيات عادية ومهمّشة محاولاً إبراز طاقة تعبيرية كامنة في وجوهها وتصوير أعمالها اليومية البسيطة، فيما تقارب موضي الهاجري في أعمالها المبنية على الفوتوغرافيا والرسم والغرافيك الحروب والهجرة ومشاهد من اللجوء. من جهته، يستعيد محمد الجيدة الأحياء القديمة في الدوحة والوكرة وقلعة الكوت في الجسرة والأسواق الشعبية.