وأول من نشر الخطاب المزعوم، مرفقاً مع صورة ضوئية مركّبة للرسالة المفترضة، كانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الحكومية، وصحيفة حكومية مصرية، يوم الاثنين.
واعتبرت مصادر قطرية تحدثت لـ"العربي الجديد" أن التلفيق الجديد "محاولة يائسة للإساءة للموقف القطري، ووضع العراقيل أمام تحركات وزير الخارجية الأميركي (ريكس تيلرسون)، في سعيه لنزع فتيل الأزمة الخليجية".
وكشفت مصادر إعلامية مصرية مقربة من دوائر صناعة القرار، لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الخبر بكافة تفاصيله قامت جهة رسمية بتمريره لكافة وسائل الإعلام المصرية الحكومية والخاصة، من دون أية إشارة لمصدره".
وقال أحد المصادر، الذي يتولى منصبا قياديا في وسيلة إعلامية حكومية: "فوجئنا برئيس التحرير يبعث لنا بياناً قال إنه صادر عن قطر، وقامت بإرساله لرئيس مجلس التعاون الخليجي، مشددا على نشْره بنفس الصيغة التي وصل بها".
وأوضح المصدر أن "هذه الصيغة لا يرددها رئيس التحرير إلا في حالة البيانات والمعلومات التي تكون عبارة عن تعميم من الجهة التي تشرف على إدارة ومتابعة وسائل الإعلام"، موضحا أن "نص البيان الذي طلب رئيس التحرير نشره غير منطقي بالمرة، خاصة وأن اللهجة المستخدمة فيه حادة بشكل كبير، في وقتٍ تمر الأزمة بمرحلة سكون إلى حد ما"، على حد تعبير المصدر.
في المقابل، أوضح خبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الحكومي أن الصيغة والطريقة التي نشر بها البيان تشبه إلى حد كبير الطريقة التي تم بها نشر التصريحات المنسوبة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في 24 مايو/أيار الماضي، والتي كانت من أسباب تفجّر الأزمة الأخيرة، ونفت قطر صحتها، ووصفتها بـ"المفبركة" عقب اختراق وكالة الأنباء الرسمية.
وأوضح الخبير السياسي: "يبدو من تلك الخطوة أنها تهدف لإعادة قطر إلى موقع المدافِع، بعد أن اتخذت خطوات استباقية هجومية غيّرت بها دفة الأزمة، خاصة بعدما بدأت في الملاحقة القانونية لدول المقاطعة (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)".
وأشار الخبير والمحلل السياسي: "قطر كسبت كثيرا من النقاط خلال الأزمة الأخيرة، خاصة أمام الوسطاء الأوروبيين، لذلك هناك محاولات واضحة عقب المؤتمر الرباعي لوزراء الخارجية العرب، الذي عُقد بالقاهرة لإفقاد قطر التعاطف الدولي جراء الحصار غير المنطقي المفروض عليها، والذي بدا واضحا أن له أسبابا خفية بخلاف المعلنة"، متابعا "تلك المحاولات تكمن في إظهار الدوحة أنها هي التي تتعنت لإطالة أمد الأزمة".
إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد" أن السعودية رفضت تصعيدا مصريا جديدا بشأن الأزمة مع قطر، عقب الاعتداء الذي تعرض له الجيش المصري في شمال سيناء الجمعة الماضي، موضحة أن الرياض رفضت مقترحا مصريا بالتلويح بحل عسكري ضد الدوحة. وبحسب المصادر، شدد الموقف السعودي على أن المؤسسات الأميركية، والغرب عموماً، "لا يبدي ارتياحا لأي تلويح عسكري" في الملف الخليجي الحالي.