في هذا الإطار أعلنت "مجموعة انعكاس للفنون والثقافة" عن معرضها الأول في "قاعة بوشهري" في الكويت، والذي افتتح في الثالث من الشهر الجاري ويستمر حتى الخامس والعشرين منه، ويأتي إطلاقها من "اعتبار الفن التشكيلي يدور حول القضايا الإنسانية وكل ما يتعلق بمعاناة الإنسان في أرجاء العالم"، وفق بيان التأسيس.
ويضيف البيان "تقود المجوعة إلى بحث جاد في الفن وإلى كشف أسرار المعرفة في العملية الإبداعية، جماعة تستنهض الوعي بالحياة المعاصرة ومجتمعها بصرياً وجمالياً"، وتضمّ كلا من إبراهيم العطية، وثريا البقصمي، وجابر أحمد، وجميلة جوهر، وسـامي محمد، وسعد حمدان، وسوزان بشناق، وشيخة سنان، وعبد الوهاب العوضي، وعلي العوض، ومحمد صرخوه.
يذهب إبراهيم العطية إلى تجريد المستوحى من "نقشة السدو" المستخدمة في المنسوجات الشعبية الكويتية، في مزج للحرف العربي، وهي تجربة تأتي بعد راكم أعمالاً واقعية وتعبيرية عديدة، بينما تتناول ثريا البقصمي في أعمالها استكشاف العلاقة بين المرأة ومفردات مستمدّة من الزخارف والعمارة والمنمنمات واستحضار الميثولوجيا والأساطير الشرقية.
تحضر مفاهيم فلسفية تتصل بالزمن في لوحات جابر الأحمد التي تظهر أجساداً بشرية تتماهى مع الطيور وكائنات أخرى وحضورها في المكان، أما جميلة جوهر فتمزج بين مساحات تعبيرية وأخرى تجريدية في توظيف لمفردات ورموز من التراث في سعي لاستعادتها كمكوّن معاصر.
تكرّس رسومات ومنحوتات سامي محمد ارتباطه بالراهن وانحيازه للإنسان وقضايا تحرّره، وتوقه للتخلّص من القيود والطغيان، وهي مفاهيم أساسية قدّمها منذ بداياته قبل خمسين عاماً واستطاع أن يحقّق حضوره وأسلوبه الخاصين، فيما تتكئ أعمال سعدان حمدان على الزخرفة النباتية الإسلامية والحروفية العربية والسعي إلى تقديم ضمن معالجة مبتكرة.
ثلاثة عناصر رئيسية تحضر في لوحات سوزان بشناق؛ المرأة والطبيعة والحياة اليومية في تزواج بين التعبيري والواقعي، وتقدّم شيخة حسن مفردات الحياة قرب البحر وأشغالها في إحتفاء لوني يعبّر عن الحنين إليها، وفي أعمال عبد الوهاب العوضي الذي يجمع بين الكاريكاتير والرسم، توجّه نحو الرمز في تكثيف حالة اجتماعية وإنسانية.
يعالج علي العوض في خزفياته الطينية موضوعات تمثّل دلالات فلسفية وتساؤلات الهوية وتحوّلاتها المستمرة، وبدوره يستحضر محمد صرخوه في بورتريهاته الغموض والحزن في حالات متعدّدة تعيشها المرأة.