في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، خرج "بابا نويل" من بين الركام. العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع لم يرأف بهذا الحي. مع ذلك، ظهر الرجل الضاحك ببذلته الحمراء والبيضاء، وسار بين الأطفال الذين رفضوا أن يتركوه. كانوا يضحكون ملء قلوبهم الصغيرة.
وقبل أن يبدأ جولته، وزّع عليهم هداياه من فوق الركام، علماً أنه نادراً ما يظهر "بابا نويل" في القطاع، الذي غادره أول من أمس نحو 500 فلسطيني من الطائفة المسيحية إلى بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد.
في مكان آخر، وتحديداً في النمسا، ملأت الأضواء وأشجار الميلاد شوارع العاصمة فيينا. كثيرون توافدوا إلى سوق "رات هاوس بلاتس"، أحد أشهر أسواق العيد الذي يعود تاريخه إلى عام 1975. هناك يجدون كل ما قد يحتاجونه لهذه الليلة، ليلة عيد الميلاد.
بلادٌ كثيرة استعدّت لهذه الليلة. لا عتمة ولا حزن على الرغم من المآسي الكثيرة. حتى في غزة لن يحزنوا. قد يكون بابا نويل آخر خرج من ركام سورية أيضاً. أما في اليابان، التي لا تتجاوز نسبة المنتمين إلى الطائفة المسيحية فيها نحو 0.8 في المئة من عدد السكان، فقد ظهر "بابا نويل" أيضاً وهو ينظف الزجاج الخارجي لأحد المراكز التجارية. بطبيعة الحال، لن يوزّع هدايا من فوق. مهمته جذب الناس لشراء الهدايا أو التبضع. هذه الشخصية هي رمزٌ للفرح، وربما حثّنا على التفكير بالآخرين. فهو في الحقيقة لا يجلب الهدايا، بل نحن. وتبادل المحبّة هو السعادة.