شكّل "مهرجان برلين السينمائي" منذ تأسيسه عام 1952 منبراً سياسياً لصنّاع السينما للتعليق على أحداث كبرى تشغلهم، والتأكيد على انحيازاتهم الرافضة غالباً للحروب والفقر والمجاعات، وقد باتت عنصرية اليمين المتصاعدة في الغرب محلّ انتقاد دائم في معظم دوراته الأخيرة.
افتتاح الدورة السابعة والستين من المهرجان، مساء الخميس حمَل رسالة واضحة عبر اختيار المنظمين فيلم "ديانغو" للمخرج الفرنسي أتيان كومار الذي تدور أحداثه حول حياة عازف الغيتار ديانغو راينهارت الذي عانى الاضطهاد من قِبل النازية بسبب أصوله الغجرية.
وقد أشار كومار في ندوة سبقت العرض بأن مضمون عمله يتقارب مع ما يحدث حالياً سواء في ما يتعلّق بأزمة اللاجئين في أوروبا، أو بقرارات دونالد ترامب التي تقضي بحظر دخول عدد من مواطنين بلدان إسلامية إلى أميركا.
الممثّل المكسيكي دييغو لونا، أحد أعضاء لجنة تحكيم المهرجان، وّجه رسالة إلى الرئيس الأميركي على طريقته، حين قال "أنا هنا للتحقيق في كيفية هدم الجدران"، كما شاركته زميلته في اللجنة ذاتها الممثّلة الأميركية ماغي غيلينهال، التي أكّدت أن العديد من الأميركيين متأهبون للاحتجاج على الرئيس الجديد، مضيفة "إنه توقيت بديع لأن يكون المرء أميركياً في مهرجان دولي. أشعر وكأنني أريد أن يعرف العالم أن هناك الكثير والكثير من الناس في بلدي على استعداد للمقاومة".
400 فيلم تعرض حتى الختام في التاسع عشر من الشهر الجاري؛ من بينها: "الجانب الآخر من الأمل" للفنلندي آكي كوارسماكي وهو يروي قصة لاجئ سوري في أوروبا، و"أنا لست زنجياً لديك" للأميركي راؤول بيك الذي يتناول سيرة الشاعر والناشط في مجال الحقوق المدنية جيمس بالدوين، و"بويز" لـ آندرس فيل الذي يتناول حياة وأعمال الفنان الألماني جوزيف بويز (1921-1986) الذي التحق بالجيش النازي رغم كتاباته الفلسفية الكثيرة المنحازة للإنسانية.
ومن الأفلام العربية المشاركة: "خارج الإطار .. ثورة حتى النصر" لـ مهند يعقوبي و"صيد الأشباح لـ رائد عدنوني من فلسطين، و"ضربة في الرأس" لـ هشام لارسي من المغرب، و"صيف تجريبي" لـ محمود لطفي من مصر.