صور فوتوغرافية، قطع أثرية ضخمة وأخرى صغيرة، ملصقات مهرجانات بعلبك عبر السنوات، وثائق أرشيفية حول المدينة والطبيعة فيها، كل هذه المعروضات يضمها معرض "بعلبك، أرشيف الخلود" الذي انطلق أول أمس في "متحف سرسق" في بيروت ويتواصل حتى 22 أيلول/ سبتمبر المقبل.
المعرض لا يمجّد المدينة ولا يتناولها بدافع سياحي أو ترويجي، بل وفقاً لبيان قيّمه فالي محلوجي، مستشار "المتحف البريطاني"، يعيد بناء شبكة معقدة من التاريخ والقراءات، تشمل أصول ما قبل التاريخ في الموقع، وصعودها كمدينة عبر التاريخ، والأساطير حولها، والأدوار التي قامت به بعلبك على مر الحقب.
يقف المعرض أيضاً عند المدينة الأثرية التي تحوّلت إلى موقع ثقافي، وعلاقتها ببروز وصعود أعمال فنية وعروض وفنانين مثل فيروز والرحابنة وعبد الحليم كركلا، ويعرج أيضاً على المشاهير العالميين الذين مروا عليها من شعراء وموسيقيين.
ويدرس المعرض كيف جرى توظيف بعلبك في سياسات الهوية في لبنان وما زالت توظف إلى اليوم، ودورها في الأجندة الوطنية والسياسية الحديثة، وعودة الموقع بعد توقف الحرب إلى استضافة مهرجان بعلبك الدولي وواقعه المعاصر.
كما يعود محلوجي إلى أحداث محددة في التاريخ، مثل إعادة بناء معابد بعلبك من قبل "لويس فرانسوا كاساس" أواخر القرن الثامن عشر.
يجمع المشروع بين المنظورات الأثرية والإثنوغرافية والأنثروبولوجية والثقافية والفنية لتفكيك تاريخ المدينة منذ أصوله إلى اللحظة المعاصرة، وكيف لعبت دوراً محدداً في كل مرة وما كان هذا الدور.
ويحاول القيّم من خلال هذه المجموعة التي ترصد المدينة في عصور وحالات وأدوار، التحقق مما إذا كانت بعلبك تعمل كدليل ونقطة مرجعية وعلامة هوية على مدار التاريخ وإن كان ذلك حقيقة فكيف يحدث ذلك.
يذكر أن القيم فالي محلوجي، المقيم في لندن، اشتغل عدة معارض ذات طابع أنثروبولوجي من قبل، فهي أحد الحقول التي يطرقها في مشاريعه المختلفة، اشتغل مؤخراً في "فوتوغرافيم أمستردام"، و"متحف الفن الحديث" في باريس، وفي غاليري "وايت تشابل" في لندن، وقدم عدة مشاريع مماثلة في بيناليات عالمية، وحاضر في عدة جامعات منها ستانفورد، وييل، وغولدسميث.