ونقلت الوكالة الأميركية عن ثلاثة مصادر مقربة من الكرملين، طلبت عدم الكشف عن هويتها، قولها إن بعض الشخصيات في النخبة الحاكمة، تضغط على بوتين حتى يبقى رئيساً لأطول فترة ممكنة.
وأشارت المصادر إلى أن أحد الخيارات الجارية دراستها، يقتضي الضغط على بيلاروسيا المجاورة، من أجل إقامة دولة موحدة جديدة، ما سيساعد في الالتفاف على القيود الدستورية. ومع ذلك، أكدت المصادر أنه لم يتم حسم المسألة لصالح أي سيناريو حتى الآن.
وسبق للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أن صعّد في نهاية العام الماضي من لهجته تجاه موسكو، متهماً إياها بـ"خطط الاستحواذ"، وتأكيده رفض "بيع البلاد مقابل برميل من النفط"، على حدّ تعبيره.
Twitter Post
|
من جهته، أوضح المحلل السياسي والموظف السابق في ديوان الرئاسة الروسية، أندريه كوليادين، أن الكرملين ناقش أيضاً سيناريو انتقال السلطة على غرار التجربة الجاري تطبيقها في جمهورية كازاخستان، التي أعلن رئيسها نورسلطان نزارباييف، استقالته من منصبه هذا الأسبوع، محافظاً في الوقت ذاته على لقب "زعيم الأمة" وعدد من المناصب الرفيعة، بما فيها رئاسة مجلس الأمن.
ونقلت "بلومبيرغ" عن كوليادين قوله إن "سيناريو نزارباييف قد يناسب النخبة السياسية التي تريد أن يكون هناك حكم مؤثر بعد تولي الوريث مهام منصبه".
من جهة أخرى، استبعد المحلل السياسي المتخصص في شؤون آسيا الوسطى، أركادي دوبنوف، إمكانية تكرار استراتيجية نزارباييف في روسيا، كون المنظومة السياسية الروسية أكثر تعقيداً مقارنة بكازاخستان. ورأى دوبنوف أن "بوتين ليس له سوى أن يحسد" تجربة نزارباييف.
وبعد نحو ثلاثة عقود في الرئاسة، أعلن نزارباييف يوم الثلاثاء الماضي قراره الاستقالة من منصبه، مؤكداً في الوقت ذاته استمرار مشاركته في إدارة شؤون البلاد و"مهمة نقل السلطة إلى جيل جديد من القادة"، بينما تمّ انتخاب ابنته داريغا نزارباييفا رئيسة لمجلس الشيوخ.
أما بوتين، فيتولّى قيادة روسيا منذ العام 2000، سواء بصفته رئيساً للدولة أو رئيساً للوزراء. ولما كان الدستور الروسي يحظر شغل منصب الرئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، تمكّن بوتين من الالتفاف على هذه المادة، عبر تسلّمه رئاسة الوزراء أثناء رئاسة دميتري مدفيديف بين عامي 2008 و2012، قبل أن يعود إلى الرئاسة من جديد بعد تعديل الولاية الرئاسية من أربع إلى ست سنوات، أي حتى عام 2024.
ورأى مركز "كارنيغي" في موسكو، في تقرير نشر على موقعه قبل أيام، أن ما يجري في كازاخستان هو "البروفة الرئيسية لانتقال السلطة في روسيا"، كونه يتيح للكرملين فرصة لمتابعة عملية تسليم السلطة في بلد يشبه روسيا في هيكل اقتصاده وحصة الفرد في الناتج المحلي الإجمالي.