كفيفون كثر يتحدون الإعاقة ويزاولون العمل بشكل أو بآخر، لكن المدهش أن يمارس كفيف عملاً شاقاً يحتاج فيه المرء إلى عينيه. بل أن يتميز هذا الكفيف في هذا العمل عن أقرانه الأصحاء.
هكذا حال "يوسف علي إبراهيم" ابن مديرية عبس بمحافظة حجة شمال غربي اليمن. فهو عامل كفيف يقدّر العمل، ويرفض البقاء في البيت وانتظار ما يجود به الناس.
فقد يوسف بصره منذ نعومة أظفاره، فسعى إلى كسر عزلته بعد اكتشافه موهبة كامنة فيه في مجال رتق إطارات السيارات، فعمل "بنشرياً" في محال الغير ثم أسس "بنشراً" خاصا به.
زاره عيسى الراجحي، مراسل قناة "السعيدة" في حجة، في محله في "عبس"، بمناسبة يوم العمال العالمي، أول مايو/أيار، ونقل عنه أنه "لا يواجه أية صعوبات في عمله ويعيش حياة طبيعية سعيدة. وقد رضي بما كتبه الله عليه. وهو مؤمن بقضاء الله وقدره، واستغل هذه الإعاقة ليثبت للآخرين أن أعمى البصر ليس بأعمى البصيرة".
اشتهر يوسف بلقب "البنشري البصير" في المنطقة منذ أكثر من تسع سنين، وأضحى قبلة لكل من يريد إصلاح إطارات سيارته أو تغيير زيوتها. فهو يتقن عمله جيداً والناس تأتي إليه لخبرته وللسمعة الطيبة التي يحظى بها بين أبناء المنطقة.
ويشير الجهاز المركزي للإحصاء في تقريره السنوي لعام 2005 إلى أن عدد المكفوفين في الجمهورية اليمنية 76 ألف كفيف، وتقول جمعية المكفوفين اليمنية إن محافظتي الحديدة وتعز تتصدران باقي المحافظات من حيث عدد المكفوفين.
واشتهر اليمن بجملة من المكفوفين المبدعين في مجال الأدب وتلاوة القرآن، وأشهرهم الشاعر الكبير عبد الله البردوني والقارئان يحيى الحليلي ومحمد حسين عامر.