ترك الحكم العثماني الكثير من التأثيرات المعمارية في تونس، كما ظلت كثير من قصور وبيوت وجوامع الفترة التي حكموا فيها البلاد ماثلة إلى اليوم.
من هذه المعالم ما تحوّل إلى مراكز ثقافية أو أضحى مدارس متخصصة في الفنون، مثلما هو حال دار الداي التي بنيت في القرن السابع عشر وتحوّلت في ثلاثينيات القرن العشرين إلى المدرسة الرشيدية المتخصصة بالموسيقى التراثية التونسية.
وقد أُعلن مؤخراً عن اقتراب موعد البدء في ترميم دار الداي، التي أسسها يوسف داي وتقع اليوم في المدينة العتيقة في "نهج حيّ الدريبة" والتي جرى إعلانها من قبل "يونسكو" معلماً تاريخياً وثقافياً عام 1992.
تبلغ كلفة الترميم حسبما صرّح مدير المعهد الرشيدي الهادي الموحلي لوسائل إعلام تونسية مليار ونصف المليار دينار تونسي (أي ما يتجاوز ثلاثة ملايين دولار).
وأضاف الموحلي أن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين أعلن عن دعمه لرقمنة أرشيف الرشيدية وترميم مقرها الرسمي، المشروع الذي تعطل طويلاً لأسباب غير محددة، قد تكون الكلفة واحدة منها.
أما بالنسبة إلى مشروع رقمنة الأرشيف، فقد أُنجز بفضل أعمال الشباب المتطوعين وبعض الناشطين في المجتمع المدني من محبي التراث الموسيقي الذي تقدمه الرشيدية وتحافظ عليه وتحيي تقاليده، والذين تكفلّوا بأعمال الرقمنة والأرشفة ونفقاتها.
يذكر أن المدينة العتيقة في تونس، تضم بين جنباتها العديد من البيوت التاريخية وتلك التي تشهد على شخصيات تونسية من العصر الحديث، ففيها عاش سياسيون وأدباء وفنانون ومناضلون في الحركة الوطنية والثقافية، ولكن بيوتهم اليوم تعاني من الإهمال.
من بين تلك البيوت، منزل الشاعر الشاذلي خزندار، ومنزل الفنان صالح الخميسي والموسيقي علي الرياحي، والمفتي علي بلخوجة.