يشهد العالم حركة إقبال ضخمة وتحوّل ملحوظ عن الشاشة الصغيرة باتجاه شبكة الإنترنت. وفي وقت تعمّ الفوضى الإعلامية لبنان، وجدت قناة "بيروت بلاس تي ـ في" الافتراضيّة طريقها إلى النور. وهي أول محطّة ترصد الواقع اللبنانيّ والاجتماعيّ والسياسيّ بشكل كوميديّ ساخر وتقدّمه بصورة أفلام كرتونيّة.
انطلقت القناة بعد سنتين من العمل المتواصل، على موقع "يوتيوب" في 3 ديسمبر/كانون الأول من هذا العام، وهي أول محطة رسوم متحرّكة افتراضيّة في لبنان والعالم العربي. ويعود تأسيسها إلى مصممّة الغرافيك مايا زنقول ومنتج الإعلانات التلفزيونيّة طوني يمّين. وتقدّم هذه القناة حلقات أسبوعيّة بمواضيعها المتنوّعة وتحاكي صميم الواقع اللبناني.
أما عن هدف القناة، تؤكّد مايا زنقول للـ"العربي الجديد"، أنه "الترفيه بالدرجة الأولى، وخلق مساحة للرأي والنقد الساخر، حيث تستعرض القناة فيديوهات لعناصر راهنة تفكك سياق أحداثها وتلعب على تناقضاتها ومعانيها، وتجعلها أقرب إلى المشاهد في تناول الأخبار وتناقلها والتعليق عليها". وتضيف: "من الممتع أن ننقل تجربة التلفزيون على الإنترنت لأنّ أغلبيّة الأشخاص أصبحوا موجودين هناك".
وعلّقت مايا،عن كلفة الإنتاج ومدّة الحلقات، بأنّه "بعد دراسة دقيقة لمتطلبات السوق اللبناني إلى جانب الكلفة الإنتاجيّة المرتفعة، قررنا العمل على حلقات قصيرة مدّتها دقيقتين أو ثلاث". وعن طبيعة البرامج فهي تتنوع بين البرنامج الصباحي، نشرات أخبار، تقارير ميدانيّة، مسلسلات تركيّة مدبلجة. وكشفت بأن القناة تحضر في رأس السنة "حلقة مميّزة مع المنجّم مخايل كوسا" يتوقّع ما سيحدث عام 2015" في رسالة سخرية واضحة من فتح القنوات اللبنانية هواءها للمنجمين ليلة رأس السنة.
أما عن تفاعل الناس فتقول زنقول "الناس تفاعلت كثيراً مع برامج المحطّة، والتفاعُل كان أكثر من المتوقّع، فالناس أعجبت بالذي نقدّمه، والتعليقات إيجابيّة، وهناك الكثير من المشاركات على مواقع التواصل، مع العلم أننا لم نقم بحملات إعلانيّة، لأنّنا نريد أن يعرفنا الناس عبر المشاركة مع بعضهم بعضا".
تضيف زنقول حول الخطة المستقبليّة للقناة:"نركّز اليوم على قيمة ما نقدّمه وإنتاج حلقات ممتعة للجمهور، وسنسعى في المستقبل إلى إنتاج المزيد من البرامج، واستضافة أشخاص معروفين في المجتمع، ونسجّل مقابلة بصوتهم، لكنّ صورتهم ستكون على شكل شخصيّات رسوم متحرّكة، كما أنّ القناة ممكن أن تصبح أيضا على الشاشة الصغيرة، لكنّ ذلك يتطلّب المزيد من الوقت".