"بيكاسو وزمنه": بحث في مئة وعشرين عملاً

"الأكاديمية الملكية للفنون" في لندن احتضنت معرض "بيكاسو والورق" الذي اختتم منذ شهرين، ويتناول أحد الوسائط التي استكشف من خلالها الفنان الإسباني (1881 – 1973) أفكاره والمواد مع إمكانيات لا حدود لها"، و"استوديوهات بيكاسو" الذي ينطلق قريباً في "مطافئ: مقر الفنانين" بالدوحة، ويضيء مجمل الفضاءات الإبداعية التي تنقّل بينها بيكاسو، بدءاً من وصوله إلى باريس حوالي عام 1900.

"بيكاسو وزمنه" عنوان المجموعة الخاصة من مقتنيات "متحف بيرغروين" ببرلين التي قدّمها في معرض عام 2013، ويطلقه مرة أخرى في الأول من الشهر المقبل ليكون متاحاً أمام زوّاره على الدوام، ويتضمّن أكثر من مئة وعشرين عملاً تعكس المحطّات الأساسية في حياة صاحب "غرنيكا".

من بين الأعمال المعروضة لوحة "المهرج المنحني" التي رسمها عام 1901، وتمثّل بداية المرحلة الزرقاء في تجربته، وهي تصوّر فتى يرتدي ملابس مبقعة بالأزرق والأسود، ويجلس على طاولة في مقهى، ووجهه ملطّخ بالأبيض بشكل يتناقض مع لون يديه، والتي اعتبرها النقّاد حالة من الحزن المدروس بسبب الحب؛ الثيمة التي تتكرّر في لوحات العديد من أهم الفنانين.

كما تُعرض "آنسات أفينيون" التي نفّذها عام 1907، مع دراسة تفصيلية حول اللوحة الشهيرة التي تحتوي خمس مومسات بأجساد عارية بلا معالم واضحة حيث تفاصيبها متداخلة مع خلفية بألوان زرقاء وبيضاء وحمراء وتعابير وجه غريبة وغير متناسقة، يحيث يقترب وجهان منها إلى قناع أفريقي.

وكانت أعمال المعرض قد صدرت في كتاب يحمل العنوان ذاته خلال نفس العام، ويحتوي أكثر من ثلاثمئة وثمانين صورة توضيحية كبيرة الحجم مع شروحات تفصّل تاريخ اللوحات وموقعها في فترة تمتّد لأكثر من سبعين سنة رسم خلالها بيكاسو، إضافة إلى أعمال تنتمي إلى زمن صاحب لوحة "امرأة جالسة"، ولا يمكن تجاهلها عند دراسة فنه، وهي لكل منّ بول كلي وهنري ماتيس.

يُذكر أن المتحف الذي يحمل اسم مقتني اللوحات الألماني هينز بيرغروين (1914 – 2007) يضمّ أعمالاً لبيكاسو جمعها صاحبه على مدار أربعين عاماً، وتمّ الكشف عنها لأوّل مرة عام 1996.