في معرضه "بيننا" الذي يفتتح في التاسع عشر من الشهر الجاري في "غاليري آرتيم" في ويست هوليوود في ولاية كاليفورنيا الأميركية، يستفيد الفنان السوري سامر الحلقي (1972) من كونه نحاتاً فيحاول بتقنياته تطويع مواده على قماش 22 لوحة حيث يشكل مجاميع بشرية تظهر وكأنها منزوعة من مشهد يلي ذروة الصراع الدرامي.
في "بيننا" تنسلخ الشخوص عن أجسادها، وتتداخل مع بعضها لصالح الجو العام الذي يسود اللوحة، فتبدو كما لو أنها كائنات هلامية تطوف على سطح من الفراغ، فكأن ما بينها، أي ما يجمعها، هو المتن بينما هي على الهامش تماماً.
عن معرضه، يقول الفنان السوري في حديث لـ "العربي الجديد": "بيننا هو اسم عريض لعلاقات بين الجموع الإنسانية والروابط في ما بينها، ولكنه في ذات الوقت يعبّر عن العلاقة مع الآخر اللامرئي كالمكان وكل ما يمكنه أن يشغل حيّزاً من فراغنا الكبير".
في المعرض الذي يستمر حتى 18 شهر فبراير/ شباط المقبل، تبرز ثيمات أساسية كالهلع والترقّب والضياع، وتبدو المجاميع غير قادرة على الحركة ولا على الإيحاء إلا بتداخل وتشابك الأجساد.
على سبيل المثال، في عمل "شيء ما يحدث" الذي يبدو مشهداً درامياً، تتداخل الأجساد مع بعضها ومع الأرض من تحتها، فنراها مطلة برؤوسها على ما يحدث في هوة عميقة، كما يوحي شكل تموضعها بأنها تراقب جريمة تحدث على عمق آلاف الأمتار.
تعتمد أعمال الفنان السوري على نصوص بصرية بنائية بلون واحد (الأبيض) وتقنية يجمع فيها بين النحت والتصوير والحفر، عن البنائية السابقة في لوحات معرضه. يقول الحلقي: "أستخدم تموضع الشخصيات لاختزال الانفعالات والدخول في التعبيرية الشديدة من خلف الشخصية".
ويضيف "إن جميع أعمال المعرض تقوم على نص بصري بنائي وذلك أجده شرطاً لازماً للغوص في تفاصيل العلاقات الإنسانية لتمتلك في اللوحة القدرة على عكس انطباعات الشخصيات وتعقيداتها الداخلية، أي على التعبير".