اعتبرت مجلة "تايم" الأميركية، أنّ تعيين دايفيد فريدمان سفيراً أميركياً لدى إسرائيل، في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يناسب تماماً رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرّف، الداعي إلى ضمّ الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال، ووقف عملية السلام مع الفلسطينيين.
وذكرت المجلة، في تقريرٍ اليوم السبت، إنّه لا يمكن قراءة قرار ترامب بتعيين فريدمان المؤيد للاستيطان، والمعارض لحل الدولتين، وفق الاعتبارات الدبلوماسية، لأنّ المحامي اليهودي الخبير في قضايا الإفلاس المالي، لا يملك أيّ خبرة دبلوماسية سابقة.
ورأت "تايم"، أنّ الرئيس المنتخب، تخلّى بهذا الاختيار عن لعب دور الوسيط النزيه في عملية السلام التي كان قد تحدّث عنها خلال حملته الانتخابية، مقابل الحصول على تأييد نتنياهو واليمين المتطرّف.
من جهته، بعث نتنياهو، خلال السنوات الثلاث الماضية، رسائل متكرّرة، مفادها أنّه لن يواصل عملية السلام مع الفلسطينيين، ولن يسحب قوات الاحتلال من الضفة الغربية. ومؤخراً أصبح فريدمان أحد أبرز المتحدثين باسم اليمين اليهودي الأميركي، الداعمين لسياسات نتنياهو هذه.
وذكّرت المجلة أنّ نتنياهو، عيّن في أغسطس/ آب الماضي، داني دايان القنصل العام لإسرائيل في نيويورك، ومن أجل نقل حاجاته المنزلية كان على شاحنة النقل مغادرة الأراضي الإسرائيلية وعبور الخط الأخضر، باتجاه الأراضي الفلسطينية، لأنّ دايان يعيش في مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية.
وبعدما ترّأس دايان إحدى أبرز المنظمات الاستيطانية على مدى ست سنوات، رفضت الحكومة البرازيلية، في بداية العام الحالي، تعيينه سفيراً لإسرائيل لديها بسبب تاريخه الاستيطاني، لينضم دايان في نيويورك، إلى داني دانون السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، الذي اختاره نتنياهو أيضاً.
واعتبرت المجلة الأميركية أنّ تعيين فريدمان، صديق الاستيطان الإسرائيلي الذي لا يعترف بحل الدولتين، سفيراً أميركياً في إسرائيل، يتناسق تماماً مع تعيين دانون ودايان في نيويورك، والتي تعتبر أكبر معقل لليهود الأميركيين.
ويتبنّى فريدمان أفكار اليمين اليهودي المتطرّف، إذ دعا في كتاب له إلى ضمّ الضفة الغربية إلى إسرائيل، مع ترك بعض المناطق المأهولة للفلسطينيين.
وبحسب مجلة "تايم" أيضاً، فإنّ ترامب، باختياره فريدمان سفيراً أميركياً لدى إسرائيل، يوطد التحالف بين اليمين الأميركي واليمين الإسرائيلي، ويعزّز علاقته بنتنياهو، على حساب عملية السلام وحل الدولتين.
وتخلص المجلة إلى أنّ خيار ترامب يناسب نتنياهو "كما يتناسب القفل مع مفتاحه"، خاتمة بطرح تساؤل لا جواب له بعد، وهو "ما الذي يخبئه هذا الحلف الشيطاني بين ترامب ونتنياهو؟".