أعلن مسؤول "هيئة تحرير الشام" في القلمون الغربي، أبو مالك التلي، أن فصيله أسر ثلاثة مقاتلين من "حزب الله" اللبناني بعد اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت وصلت فيه "الحافلات الخضراء" إلى المنطقة استعداداً لترحيل مقاتلي الهيئة والمدنيين المرافقين لهم، إلى الشمال السوري، بموجب الاتفاق بين الجانبين.
وقال التلي، في تصريح لوكالة "إباء" التابعة للهيئة، اليوم السبت، إنه "بعد الاتفاق قام حزب الله بعدة خروقات متتالية، أسرنا إثرها ثلاثة من مقاتليه".
وحذر التلي الحزب من الهجوم على المنطقة أو الغدر بالمقاتلين أثناء خروجهم، مشيراً إلى أن ذلك "سيدفع ثمنه هؤلاء الأسرى"، مؤكداً الالتزام ببنود الاتفاق، وحرص الهيئة على "اللاجئين الخارجين من السجن الكبير المسمى عرسال"، بحسب تعبيره، موضحاً أن المقاتلين سيخرجون إلى إدلب بسلاحهم الخفيف مع عوائلهم ومن أراد من اللاجئين، مقابل إطلاق سراح أسرى الحزب بالتزامن.
ورأت صحيفة لبنانية مقربة من "حزب الله" أن هذا التطور لن يؤثر على التسوية الأخيرة بين الحزب والهيئة، لكنها توقعت أن يكون له تأثير في تحسين بعض شروط الهيئة، مثل المطالبة بإطلاق موقوفين لدى السلطات اللبنانية.
وكان الحزب والهيئة قد توصّلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جرود عرسال، وخروج المقاتلين إلى إدلب، مقابل إطلاق سراح خمسة أسرى من الحزب لديها.
وكان فصيل "سرايا أهل الشام"، والذي يقاتل في المنطقة، قد قال إن نحو ثلاثة آلاف بين مدني ومقاتل سيخرجون من جرود عرسال إلى القلمون الغربي بريف دمشق، مشيراً إلى أنه لم يُحدد تاريخ تنفيذ الاتفاق، وأنهم لا يزالون في مرحلة التحضير، وأن الأمم المتحدة ستكون الجهة الضامنة لعدم خرق "حزب الله" وقوات النظام السوري الاتفاق.
وقالت مصادر محلية إن التحضيرات اللوجستية تتواصل لإتمام بنود الاتفاق، إذ أعدت "هيئة تحرير الشام" قائمة بأسماء المقاتلين وعائلاتهم والمدنيين الراغبين في الخروج من المنطقة، من أجل تسليمها إلى قوات الأمن اللبنانية، على أن يغادروا مع أسلحتهم الفردية الخفيفة عبر ممر آمن لهم يصل إلى الحدود السورية، وبعدها نحو محافظة إدلب، شمال البلاد.
وتداول ناشطون صورة لوصول دفعات من "الحافلات الخضراء" إلى منطقة جرود القلمون الغربي في ريف دمشق الشمالي الممتدة إلى جرود بلدة عرسال اللبنانية، حيث من المتوقع نقل المقاتلين والمدنيين المرافقين لهم، إلى بلدة فليطة في القلمون الغربي بريف دمشق، ثم عبر طريق حمص الدولية إلى ريف حماة، وصولاً إلى إدلب.
وأوضحت المصادر أن أسرى "حزب الله" الخمسة وصلوا بالفعل إلى نقطة حدودية مع تركيا، وذلك تمهيداً لتسليمهم إلى السلطات التركية، على أن يتم نقلهم جواً إلى بيروت. ورجحت المصادر أن يتم إطلاق سراح واحد من الأسرى عند خروج كلّ مجموعة من المرحلين.