الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين دخلت مرحلة من "التخدير"، ليخمد وهجها مع تمديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موعد نفاذ تعرفات جديدة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، في قرار أعطى إشارة قوية إلى عالم التجارة والأعمال وأسواق المال، بأن جولة المفاوضات الرابعة التي شهدتها واشنطن الأسبوع المنصرم قد حقّقت تقدّماً ملموساً، خلافاً لشعارات برّاقة لم تعكسها تدابير عملية في الجولات الثلاث السابقة.
لم يتمكّن الجانبان من التوصّل إلى اتفاق، فمن غير الحاسم القول إن الاتفاق أصبح وشيكاً لمجرّد إحداث فرق نوعي في المحادثات، التي شهدت مدّاً وجزراً على مدى الأشهر الماضية.
ترامب أعلن الأحد تأجيل زيادة الرسوم التي كان مقرراً سريانها الجمعة المقبل، وهو يخطط لعقد اجتماع قمة مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في ضيعته في مارالاغو بولاية فلوريدا، لإبرام اتفاق، متوقعاً أن يحقق الجانبان تقدماً إضافياً، وقال: "قد تكون هناك أنباء مهمة جداً خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين" إذا سارت كل الأمور على ما يرام في المفاوضات، متابعاً: "نريد إبرام اتفاق يكون جيداً لكلا البلدين، وهذا فعلاً ما سنقوم به".
هذه التصريحات أعقبت خوض مفاوضين كبار أربعة أيام من المحادثات في واشنطن انتهت الأحد، في مسعى للتوصل إلى تسوية للنزاع التجاري المستمر منذ أشهر، الذي يخشى المراقبون من احتمال تهديده الاقتصاد العالمي، وغرّد ترامب في ختامها على "تويتر": "يسرّني أن أبلغكم أن الولايات المتحدة حققت تقدماً كبيراً في محادثاتنا التجارية مع الصين حول قضايا هيكلية مهمة، بينها حماية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا والزراعة والخدمات والعملة وقضايا أخرى عديدة".
العبارة ذاتها تقريباً استخدمتها "وكالة أنباء الصين الجديدة" (شينخوا) الرسمية في تقريرها، فأفادت بـ "تقدّم كبير" حول مسائل شائكة في المحادثات التي ترأسها كبير المفاوضين التجاريين الصينيين نائب رئيس الوزراء، ليو خي، مشيرة إلى أن الوفدين "اقتربا أكثر من تحقيق الإجماع الذي توصل إليه" الرئيسان ترامب وشي أواخر العام الماضي. ووفق الوكالة، حقق الطرفان تقدّماً بشأن "قضايا محددة"، مثل نقل التكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية والعوائق التجارية غير المتعلقة بالرسوم وقطاع الخدمات والزراعة وأسعار صرف العملات.
انجلاء غبار "المعركة" مؤقتاً
هدوء ما بعد العاصفة الذي أنتجته مفاوضات الأسبوع الماضي، يأتي بعد فرض رسوم جمركية متبادلة على سلع تتخطى قيمتها 300 مليار دولار، إلى أن أعلن ترامب وشي في ديسمبر/ كانون الأول هدنة، واتفقاً على تعليق مزيد من الرسوم الانتقامية 90 يوماً.
ورغم الزخم الإيجابي الذي اكتسبته لهجة الحوار، إلا أن الأمور لم تنتهِ بعد. إذ رداً على أسئلة كثيرة من حكام الولايات، يوم الأحد، بشأن نتائج المفاوضات، قال ترامب إن "الصين في كل مكان"، مضيفاً: "لنرَ ما سيحدث. لا تزال أمامنا بعض المسائل"، علماً أنه هو من بدأ الحرب التجارية التي أثّرت على أرباح شركات وأدّت إلى تراجع أسواق المال، في أعقاب شكاوى من ممارسات تجارية صينية غير عادلة، وهي مخاوف عبّر عنها أيضاً الاتحاد الأوروبي واليابان وآخرون.
اقــرأ أيضاً
بدوره، أعرب الرئيس الصيني عن تفاؤله، في رسالة سلّمها موفده ليو إلى ترامب يوم الجمعة الفائت، وقال فيها إنه يأمل أن تنعقد المفاوضات بروح "تعاون متبادل وحلول مربحة للطرفين"، فيما نقلت "فرانس برس" عن خبراء قولهم إن الجانبين قد يسعيان للتوصل إلى اتفاقات متبادلة لحل الأجزاء الأسهل من النزاع التجاري، مثل زيادة مشتريات السلع الأميركية وتسهيل شروط الاستثمار في الصين وحماية أكبر للملكية الفكرية والتكنولوجيا.
أما المسائل الأصعب، مثل خفض استراتيجية الصين الصناعية الطموحة لتحقيق تفوق عالمي، فهي مسألة أخرى، وبشأنها يقول لويس كوييس من "معهد أكسفورد إيكونوميكس"، إنه "من الواضح أنها ليست نهاية المفاوضات"، مشيراً إلى أنه سيكون من الأصعب التوافق على تطبيق اتفاق، ولا سيما على ضوء المطالب الأميركية بتغييرات هيكلية كبيرة.
ترامب أعلن الأحد تأجيل زيادة الرسوم التي كان مقرراً سريانها الجمعة المقبل، وهو يخطط لعقد اجتماع قمة مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في ضيعته في مارالاغو بولاية فلوريدا، لإبرام اتفاق، متوقعاً أن يحقق الجانبان تقدماً إضافياً، وقال: "قد تكون هناك أنباء مهمة جداً خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين" إذا سارت كل الأمور على ما يرام في المفاوضات، متابعاً: "نريد إبرام اتفاق يكون جيداً لكلا البلدين، وهذا فعلاً ما سنقوم به".
هذه التصريحات أعقبت خوض مفاوضين كبار أربعة أيام من المحادثات في واشنطن انتهت الأحد، في مسعى للتوصل إلى تسوية للنزاع التجاري المستمر منذ أشهر، الذي يخشى المراقبون من احتمال تهديده الاقتصاد العالمي، وغرّد ترامب في ختامها على "تويتر": "يسرّني أن أبلغكم أن الولايات المتحدة حققت تقدماً كبيراً في محادثاتنا التجارية مع الصين حول قضايا هيكلية مهمة، بينها حماية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا والزراعة والخدمات والعملة وقضايا أخرى عديدة".
Twitter Post
|
العبارة ذاتها تقريباً استخدمتها "وكالة أنباء الصين الجديدة" (شينخوا) الرسمية في تقريرها، فأفادت بـ "تقدّم كبير" حول مسائل شائكة في المحادثات التي ترأسها كبير المفاوضين التجاريين الصينيين نائب رئيس الوزراء، ليو خي، مشيرة إلى أن الوفدين "اقتربا أكثر من تحقيق الإجماع الذي توصل إليه" الرئيسان ترامب وشي أواخر العام الماضي. ووفق الوكالة، حقق الطرفان تقدّماً بشأن "قضايا محددة"، مثل نقل التكنولوجيا وحماية الملكية الفكرية والعوائق التجارية غير المتعلقة بالرسوم وقطاع الخدمات والزراعة وأسعار صرف العملات.
انجلاء غبار "المعركة" مؤقتاً
هدوء ما بعد العاصفة الذي أنتجته مفاوضات الأسبوع الماضي، يأتي بعد فرض رسوم جمركية متبادلة على سلع تتخطى قيمتها 300 مليار دولار، إلى أن أعلن ترامب وشي في ديسمبر/ كانون الأول هدنة، واتفقاً على تعليق مزيد من الرسوم الانتقامية 90 يوماً.
ورغم الزخم الإيجابي الذي اكتسبته لهجة الحوار، إلا أن الأمور لم تنتهِ بعد. إذ رداً على أسئلة كثيرة من حكام الولايات، يوم الأحد، بشأن نتائج المفاوضات، قال ترامب إن "الصين في كل مكان"، مضيفاً: "لنرَ ما سيحدث. لا تزال أمامنا بعض المسائل"، علماً أنه هو من بدأ الحرب التجارية التي أثّرت على أرباح شركات وأدّت إلى تراجع أسواق المال، في أعقاب شكاوى من ممارسات تجارية صينية غير عادلة، وهي مخاوف عبّر عنها أيضاً الاتحاد الأوروبي واليابان وآخرون.
أما المسائل الأصعب، مثل خفض استراتيجية الصين الصناعية الطموحة لتحقيق تفوق عالمي، فهي مسألة أخرى، وبشأنها يقول لويس كوييس من "معهد أكسفورد إيكونوميكس"، إنه "من الواضح أنها ليست نهاية المفاوضات"، مشيراً إلى أنه سيكون من الأصعب التوافق على تطبيق اتفاق، ولا سيما على ضوء المطالب الأميركية بتغييرات هيكلية كبيرة.