تتعدّد البحوث حول سبل التحرّر من آليات الهيمنة الثقافية التي تمارَس عبر الترجمة، سواء في اختياراتها أو في استراتيجياتها القائمة ومحاولة المترجم إخضاع النص القادم من الأطراف لمعايير وشروط اللغة التي ينقل إليها بما يناسبه في المركز. ومن خلال الترجمة ذاتها والدراسات التي تتمحور حولها تجري مقاومة جميع أشكال التمركز الثقافي ويجري تجاوزها.
"ترجمة التهميش وتهميش الترجمة" عنوان المؤتمر السنوي الدولي العاشر الذي انطلقت أعماله عند التاسعة من صباح اليوم في "مركز قطر الوطني للمؤتمرات" في الدوحة ويتواصل حتى مساء غدٍ الأربعاء بتنظيم من "معهد دراسات الترجمة" التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في "جامعة حمد بن خليفة".
يشارك في المؤتمر أربعون باحثاً من ستّة عشر بلداً يناقشون مواضيع عدّة منها التداخلات بين الترجمة الشفوية والترجمة السمعية البصرية والترجمة الإبداعية والترجمة الذاتية، والابتكار والتجاوز في بحوث الترجمة والمجالات ذات الصلة، وتدريب المترجم خارج الصف الدراسي، ومعايير الترجمة وتجاوزاتها، والترجمة من أجل المواطنة الفاعلة، والترجمة في ما وراء النص.
يركز المؤتمر، بحسب بيان المنظّمين، على التهميش بوصفه "تحدياً رئيساً في مجال الترجمة التحريرية والشفوية"، والمجالات التي تتصل به مثل الآفاق والتصورات الجديدة في دراسات وممارسات الترجمة، والتقارب والتباعد بين الترجمة والتكييف والوساطة، والترجمة خارج نطاق الرقابة والمحظورات.
من بين الأوراق المشاركة: "كتابات إيتيل عدنان بلغات متعددة تنقل الأماكن إلى فضاءات أرحب" لـ أميرة الزين، و"خيانة الجسد: شأن خاص مع اللغة" لـ شهد الشمري، و"الكتابة من على مقاعد الطائرة" لـ أحمد دياب، و"عن بلاغة الصوت والصورة في السترجة: مقاربة متعددة التخصصات في نقل التكرار الصوتي من الإنكليزية إلى العربية" لـ بسمة بودهان، و"انحرافات الترجمة الموائمة للإشارات الثقافية الغربية في الدبلجة العربية: عائلة سيمبسون وآل شمشون، دراسة مقارنة" لـ رشيد يحياوي، و"ترجمة المسرح بوصفها نقيلة مغروسة في بيئة اللغة الهدف: مكان تشيخوف وأثره في بنغال ما بعد الاستقلال" لـ ريندون كوندو.
إلى جانب ورقة بعنوان "هل بإمكان دراسات الترجمة االستفادة من منظور مختلف لعملية الترجمة؟" لـ ضياء بورسلي، و"إعادة تصور النص المصدر: مقاربات جديدة للتكافؤ" لـ ريتشارد هادلسون، و"معايير الترجمة من العهود الغابرة: تراث العرب الترجمي أنموذجاً" لـ محمد أحمد الثوابتة، و"الاحتلال متجلياً في التعليقات: ترجمة سرديات المتاحف في الدول الجديدة" لـ كتارزينا ياروش، و"المترجمون بوصفهم عناصر فاعلة نشطة والترجمة بوصفها أداة لمناهضة الهيمنة في الحيز المدني" لـ كيونغ هي كيم.
كما تقام ورشتان؛ الأولى بعنوان "أتطمح لاحتراف الترجمة التتبعية؟ عليك أولاً احتراف نظام التدوين" يديرها مازن الفرحان، والثانية بعنوان "الترجمة الاحترافية: مبادئ أساسية" يقدّمها سيّد محمد.