يجعل الروائي والقاص العراقي خضير فليح الزيدي (1958) من الانتفاضة الشعبية المستمرّة في بلاده موضوعاً أساسياً تدور حوله قصص مجموعته القصصية الجديدة "ثنوة اسم مرفوع" التي صدرت مؤخراً عن دار "سطور" في بغداد، حيث يعرّفها على الغلاف بأنها "قصص دخانية".
المجموعة التي تُعد من الإصدارات الأولى حول الانتفاضة التي تعرفها مدن العراق جنوباً وشمالاً منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وما زالت أحداثها مستمرّة، تسرد سلسلة من الأحداث الواقعية التي رافقت المحتجين في بغداد، ومنها صراعهم من أجل بقاء الثورة سلمية وتحرير البلاد من تقاسمات الأحزاب ومصالحها.
عنوان الكتاب يحمل اسم والدة أبرز ضحايا الاحتجاجات الجارية، وهو صفاء السراي، والذي بات يُعرف بأيقونة التحرير، وقد رحلت والدته قبله ولقب نفسه بعد وفاتها بابن ثنوة، وبعد مقتله لقّب المتظاهرون أنفسهم "أولاد ثنوة".
في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول الكاتب والناقد العراقي غزوان العنبكي: "الثورة العراقية الجارية باتت هاجساً لكل الكتّاب والشعراء وصنّاع الفن في العراق، وهذا واضح من خلال العناصر الأدبية التي ولدت خلال الأشهر الماضية، فالمسرح الذي كان يحلم بالانتفاضة بات اليوم يعيشها، كما أن الروح الثورية في القصيدة العراقية والتي غُيبت لفترات، باتت اليوم أقوى من أي فترة أخرى".
ويضيف: "يُخلّد الكتاب بعض القصص التي عاشها المتظاهرون، وبالتالي نحن أمام سلاسل أدبية ثورية مقبلة، سواء في الشعر أو القصة أو الرواية"، معتبراً أن "الثورة الجارية طمرت الأدباء بالأفكار، ومن خلال الكتابات الأدبية ستُخلد هذه الثورة مهما فعلت الأحزاب والميليشيات من أجل قمعها".
حمل غلاف الكتاب تنويهاً بعنوان "الوصايا الحميدة"، يقدّم فيه الكاتب للمتظاهرين مجموعة من النصائح التي تمنع أو تقلّل من احتمال اختطافهم؛ إذ يكتب مثلاً: "لا تصعد التكسي الأصفر عند قدومك وحدك مطلقاً، اصعد "الميني باص" في أثناء العودة إلى البيت، فالحشر مع الناس سلامة مؤقّتة".
يكمل: "لا تثق بكل دراجة نارية تسير خلفك، حتى لو كانت لنقل الوجبات السريعة "ديليفري" من مطاعم شارع فلسطين الأنيقة. استدر إلى الخلف روتينياً كل تسع خطوات عند المغادرة رجاءً".