ينتظر آلاف التلاميذ وأسرهم في الجزائر، سنوياً، نتائج البكالوريا على أعصابهم، لتنطلق عقب اعلان النتائج احتفالات مختلفة، يراها كثيرون "مبالغاً فيها"، خصوصاً وأن بعضها يؤدي إلى الوفاة.
وأطلقت العديد من العائلات عنان الفرحة والاحتفالات، في صور جديدة على المجتمع الجزائري، حيث خرج البعض في مواكب للسيارات واختاروا الفرح على طريقتهم الخاصة، فيما تعالت الزغاريد في البيوت الجزائرية التي حظي أبناؤها بالنجاح.
يقول محمد رشيد بن عبد الرحمن، الذي نجح في نيل الشهادة في شعبة علوم الطبيعة والحياة، لـ"العربي الجديد"، إن بكالوريا 2016 أكبر من نيل أي شهادة علمية بسبب فضيحة التسريبات التي طاولت أسئلة الامتحانات، وما تبعها من لغط وجدل أنهك التلاميذ.
ويلفت محمد رشيد إلى أن التسريبات أدخلت معظم الأسر الجزائرية في مرحلة الشك من نيل أبنائها للبكالوريا، وهو ما جعل كثيرين يتنفسون الصعداء، ويحتفلون لتخليد اللحظة بأجمل ذكرى.
بالألعاب النارية والبارود استقبلت العائلات النتائج واحتفلت بأبنائها، وكأنها تزف عريساً في حفل زواج، هكذا أكد عبد الغني بلاش، لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أن هذا العام "البكالوريا أصبحت عزيزة، ليس كل من يجتازها ينجح في النجاح بسبب الضغط الذي يعيشه التلميذ طيلة دراسته ثم طيلة أيام الامتحانات".
ويرى البعض أن احتفالات النجاح بعد نيل شهادة البكالوريا صارت "ضرباً من ضروب الجنون". ويقول السعيد نواري، لـ"العربي الجديد"، إنه فقد زميليه في حادث سير أثناء احتفالهما بالنجاح، مضيفاً أن تلك الاحتفالات كانت "مبالغاً فيها، خصوصاً أن الشابين أفرطا في السرعة أثناء قيادة مركبة والد أحدهما، بعدما خرجا إلى الشوارع للاحتفال بطريقتهما الخاصة، لتنتهي الفرحة بمأساة".
"من يفرح أكثر ومن يدفع أكثر"، بهذه العبارة تؤكد فتيحة معافة، لـ"العربي الجديد" أن العديد من العائلات الجزائرية تنظر إلى النجاح في شهادة البكالوريا على أنه "واجهة للافتخار بمن سيحتفل أفضل ومن يدفع أكثر للمتفوقين أيضاً". وتقول إن "الحصول على هذه الشهادة خلق نوعاً من المنافسة بين الأهل والجيران في طريقة الاحتفال بأبنائهم الناجحين".
من جهة أخرى، هيأت بعض الأسر الحلويات التقليدية استعداداً للاحتفالات واستقبال وفود المهنئين، بينما خصص الآباء الذبائح لتحضير ولائم للأهل والأحبة والجيران والأصدقاء، بعدما دخلت الفرحة بيوت مختلف الأسر.
وللمناسبة، بثت القنوات التلفزيونية الجزائرية والإذاعات المحلية، أغنية الفنان الجزائري الكبير رابح درياسة "جابوها جابوها البكالوريا جابوها"، وهي الأغنية التي تظل عنواناً لأفراح إعلان نتائج البكالوريا في الجزائر، على مدار أكثر من ثلاثين سنة.