كان مبنى المطعم التركي أو "جبل أحد" مهملاً قبل أن يعمل المتظاهرون العراقيون على إعادة تأهيله والسكن فيه، وقد أصبح رمزاً للثورة
يواصل متظاهرون عراقيّون العمل على تحويل مبنى المطعم التركي المهمل منذ تعرّضه للقصف في عام 2003 إلى موقع يجذب الزوار، معتمدين على جهودهم الذاتية، خصوصاً أن المبنى تحول إلى أيقونة من أيقونات الاحتجاجات التي انطلقت في البلاد منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. المبنى المكوّن من 14 طابقاً، لم يعد فيه أي مقوّم من مقومات السكن، ولا يمكن البقاء فيه سوى لوقت قصير كونه تحوّل إلى مكان مرعب لخلوه من الناس وامتلائه بالأنقاض، نتيجة حرائق التهمت طوابقه من جراء القصف، وسرقة ما بقي منه من قبل مخرّبين خلال عمليات النهب التي حدثت أثناء الغزو الأميركي للبلاد. لكن المتظاهرين تعاونوا من أجل إصلاح أجزاء من هذا المبنى على أمل أن يعيدوا الحياة إليه، ويجعلوه مركزاً فنياً وثقافياً يعبر عن "روح الثورة" بحسب ما يقول وليد حنون، الذي شارك في إعادة التأهيل. حنون يوضح لـ"العربي الجديد" أن "حملة التأهيل، وعلى الرغم من كونها عفوية اعتمدت على متطوعين في عمليات التنظيف والإصلاح والطلاء، إلا أنها عزّزت صورة الثوار وهدفهم الوطني النبيل".
يضيف: "يرغب المتظاهرون في مواصلة عملهم لتحويل هذا المبنى إلى معرض يحكي للزوار والسيّاح قصة ثورة العراقيين". أكوام النفايات والأتربة ومخلفات الدمار الذي أصاب المبنى منذ 16 عاماً، كانت تملأ المكان الذي تعود ملكيته بالأصل إلى دائرة أمانة بغداد، وكانت هناك مشاكل عدة منها مالية تحول دون تأهيله، بحسب علي الحسني، وهو مقاول يعمل في مشاريع تابعة لدائرة أمانة بغداد. ويؤكد حنون لـ"العربي الجديد" أنّ "ما أنجزه الشباب من عمليات تنظيف وتأهيل لم تكلفهم شيئاً سوى مواد أولية تبرع بها مواطنون"، مضيفاً: "لو أحيلت عملية تنظيف المبنى من قبل أمانة بغداد إلى مقاول ستكلف ما لا يقل عن مائة مليون دينار (نحو 87 ألف دولار)". ويوضح أن "ما أنجز لم يشمل التأثيث وتأسيس الطوابق التي زوّدت بالكهرباء، وإنشاء شبكات صحية ومصاعد وغيرها".
حتّى اليوم، تمكّن المتظاهرون من تنظيف المبنى بكامل طوابقه الأربعة عشر، ومده بكابل كهربائي، وتزويده بالمياه والكهرباء، كما تمكنوا من تأهيل خمسة طوابق. يقول حمزة خضر، وهو شاب يدرس في كلية الهندسة، كان يحمل دلو طلاء، إنه لأول مرة في حياته يزاول عملاً يدوياً شاقاً، لأنه وُلد في عائلة ميسورة وفرت له كل وسائل الراحة من أجل التفرغ لدراسته.
اقــرأ أيضاً
يضيف خضر لـ"العربي الجديد": "شاركت في الكثير من الأعمال هنا في ساحة التظاهر. ساعدت في تفريغ المؤن وحملت الأنقاض ونظفت الأرصفة وشاركت في طلاء الجدران وإسعاف المصابين. لم أشعر يوماً بحبي لبلدي وشعبي بهذا القدر. هنا في ساحة التظاهر وجدت عائلتي الأكبر"، موضحاً: "أحببت هذا المكان كثيراً... جبل أحد، وقد عمل عدد كبير من الشباب والفتيات ليصير بهذه الصورة الجميلة".
وأطلق المتظاهرون على مبنى المطعم التركي اسم جبل أحد استناداً إلى أهمية هذا الجبل في المعركة التي حملت هذا الاسم، ودارت بين المسلمين وكفار قريش في عهد صدر الإسلام. ويشار إلى أن هذا المبنى يتيح لهم توفير الحماية للمتظاهرين في حال دوهموا من قبل القوات الأمنية. ويُقيم في طوابق المبنى منذ انطلاق التظاهرات في 25 أكتوبر/تشرين الأول عدد كبير من المتظاهرين، يتوزعون بين طوابقه، ويؤكدون أنهم باقون فيه ولن يغادروه إلا في حال تحققت مطالبهم التي يلخصونها برحيل الحكومة. حالياً، يضم المبنى، بعد تأهيل جزء منه من قبل المتظاهرين، معرضاً للصور الفوتوغرافية التي توثق تظاهراتهم ومشاهد من قمع القوات الأمنية لها، وصور قتلى الاحتجاجات والجرحى والعديد من المشاهد الأخرى". ويحتوي أيضاَ على مكتبة توفر للمتظاهرين فسحة للقراءة في جو من الهدوء.
اقــرأ أيضاً
المكان تحول إلى ملتقى يتناقش فيه المثقفون والفنانون في قضايا عدة، فضلاً عن تحوله إلى مزار من قبل المتظاهرين وزائري ساحة التظاهر. تقول هناء عبد الحافظ (42 عاماً) إنها شعرت بسعادة كبيرة وهي تتجول في المكان وتشاهد صور المعرض. وعلى الرغم من سعادتها برؤية هذا المكان وقد أصبح جاذباً للناس بعدما كان مهملاً ومغلقاً لسنوات، إلا أنها بكت حين رأته بعد تأهيله. وتوضح عبد الحافظ لـ"العربي الجديد": "هؤلاء أولادنا الذين نريدهم أن يديروا البلد لأنهم يعملون بحب لخدمته، وهو ما لا تريده الأحزاب التي تدير الحكومة. هذه الأحزاب لا همّ لها سوى الانتفاع من خير بلدنا، لذلك يقتلون هؤلاء الشباب ويقمعون تظاهراتهم، ويحاولون بشتى الوسائل إسكات صوتهم وإخماد ثورتهم".
يضيف: "يرغب المتظاهرون في مواصلة عملهم لتحويل هذا المبنى إلى معرض يحكي للزوار والسيّاح قصة ثورة العراقيين". أكوام النفايات والأتربة ومخلفات الدمار الذي أصاب المبنى منذ 16 عاماً، كانت تملأ المكان الذي تعود ملكيته بالأصل إلى دائرة أمانة بغداد، وكانت هناك مشاكل عدة منها مالية تحول دون تأهيله، بحسب علي الحسني، وهو مقاول يعمل في مشاريع تابعة لدائرة أمانة بغداد. ويؤكد حنون لـ"العربي الجديد" أنّ "ما أنجزه الشباب من عمليات تنظيف وتأهيل لم تكلفهم شيئاً سوى مواد أولية تبرع بها مواطنون"، مضيفاً: "لو أحيلت عملية تنظيف المبنى من قبل أمانة بغداد إلى مقاول ستكلف ما لا يقل عن مائة مليون دينار (نحو 87 ألف دولار)". ويوضح أن "ما أنجز لم يشمل التأثيث وتأسيس الطوابق التي زوّدت بالكهرباء، وإنشاء شبكات صحية ومصاعد وغيرها".
حتّى اليوم، تمكّن المتظاهرون من تنظيف المبنى بكامل طوابقه الأربعة عشر، ومده بكابل كهربائي، وتزويده بالمياه والكهرباء، كما تمكنوا من تأهيل خمسة طوابق. يقول حمزة خضر، وهو شاب يدرس في كلية الهندسة، كان يحمل دلو طلاء، إنه لأول مرة في حياته يزاول عملاً يدوياً شاقاً، لأنه وُلد في عائلة ميسورة وفرت له كل وسائل الراحة من أجل التفرغ لدراسته.
يضيف خضر لـ"العربي الجديد": "شاركت في الكثير من الأعمال هنا في ساحة التظاهر. ساعدت في تفريغ المؤن وحملت الأنقاض ونظفت الأرصفة وشاركت في طلاء الجدران وإسعاف المصابين. لم أشعر يوماً بحبي لبلدي وشعبي بهذا القدر. هنا في ساحة التظاهر وجدت عائلتي الأكبر"، موضحاً: "أحببت هذا المكان كثيراً... جبل أحد، وقد عمل عدد كبير من الشباب والفتيات ليصير بهذه الصورة الجميلة".
وأطلق المتظاهرون على مبنى المطعم التركي اسم جبل أحد استناداً إلى أهمية هذا الجبل في المعركة التي حملت هذا الاسم، ودارت بين المسلمين وكفار قريش في عهد صدر الإسلام. ويشار إلى أن هذا المبنى يتيح لهم توفير الحماية للمتظاهرين في حال دوهموا من قبل القوات الأمنية. ويُقيم في طوابق المبنى منذ انطلاق التظاهرات في 25 أكتوبر/تشرين الأول عدد كبير من المتظاهرين، يتوزعون بين طوابقه، ويؤكدون أنهم باقون فيه ولن يغادروه إلا في حال تحققت مطالبهم التي يلخصونها برحيل الحكومة. حالياً، يضم المبنى، بعد تأهيل جزء منه من قبل المتظاهرين، معرضاً للصور الفوتوغرافية التي توثق تظاهراتهم ومشاهد من قمع القوات الأمنية لها، وصور قتلى الاحتجاجات والجرحى والعديد من المشاهد الأخرى". ويحتوي أيضاَ على مكتبة توفر للمتظاهرين فسحة للقراءة في جو من الهدوء.
المكان تحول إلى ملتقى يتناقش فيه المثقفون والفنانون في قضايا عدة، فضلاً عن تحوله إلى مزار من قبل المتظاهرين وزائري ساحة التظاهر. تقول هناء عبد الحافظ (42 عاماً) إنها شعرت بسعادة كبيرة وهي تتجول في المكان وتشاهد صور المعرض. وعلى الرغم من سعادتها برؤية هذا المكان وقد أصبح جاذباً للناس بعدما كان مهملاً ومغلقاً لسنوات، إلا أنها بكت حين رأته بعد تأهيله. وتوضح عبد الحافظ لـ"العربي الجديد": "هؤلاء أولادنا الذين نريدهم أن يديروا البلد لأنهم يعملون بحب لخدمته، وهو ما لا تريده الأحزاب التي تدير الحكومة. هذه الأحزاب لا همّ لها سوى الانتفاع من خير بلدنا، لذلك يقتلون هؤلاء الشباب ويقمعون تظاهراتهم، ويحاولون بشتى الوسائل إسكات صوتهم وإخماد ثورتهم".