ورغم مضي أكثر من شهرين ونصف شهر على الاتفاق، والذي ينص على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، إلا أن مختلف مناطق الغوطة الشرقية لا تزال تتعرض للقصف المدفعي والصاروخي بشكل يومي، وخاصة جوبر وعين ترما.
وقال المتحدث باسم "هيئة أركان جيش الإسلام"، حمزة بيرقدار، إن "النظام يريد إخراج الغوطة من المعادلة، وبالأصل لم يكن موافقاً على إدراجها ضمن المناطق المشمولة بالاتفاق (مناطق خفض التصعيد)".
وأضاف أن "الغوطة الشرقية وجبهاتها، وبحكم قربها من العاصمة دمشق وخروجها عن سيطرة الأسد ومليشياته لست سنوات، يجعل منها كابوساً يخيم عليه بكافة الأصعدة، وهدفاً مباشراً في السعي للسيطرة على الغوطة، مما يحقق هدفاً سياسياً وعسكرياً له، وإظهار وجوده وقوته على الأرض، في ظل استعادته بعض المناطق بوسائل متعددة، إما بصفقات استلام وتسليم، أو اتفاقيات مهينة كانت نتيجتها التهجير القسري لأهل المناطق، ليحل مكانهم مقاتلو مليشيات مرتزقة يقفون إلى جانب قوات الأسد".
واستدرك بيرقدار: "لكن الغوطة الشرقية حالها مختلف تماماً، في ظل امتلاكها مقومات للصمود، وهو ما جعلها تقاوم في وجه كافة قوى الشر التي تقف إلى جانب الأسد وتدعمه على مدار سنين الثورة".
مصادر معارضة مطلعة في دمشق قالت، في حديث مع "العربي الجديد"، إن مشكلة الغوطة الشرقية أنها مقسومة إلى ثلاثة أقسام استناداً للسيطرة، موضحة: "القسم الشرقي من الغوطة تحت سيطرة "جيش الإسلام"، والقطاع الأوسط تحت سيطرة "فيلق الرحمن"، فيما حرستا وعدد من المناطق المحيطة بها تحت سيطرة "حركة أحرار الشام الإسلامية"، التي لجأت إليها "هيئة تحرير الشام" ( عمادها النصرة سابقاً)، والتي تكفل الفيلق، عبر اتفاق وقعه مع الروس، بضمان إخراجها من الغوطة الشرقية".
ولفتت المصادر إلى أن "ملف إنهاء تواجد الهيئة في الغوطة لم يحسم بعد، ففي حين يتهم الروس الفصائل بعدم العمل الجاد لإخراجها، أو الضغط عليها لحلّ نفسها، ويعمدون إلى القصف وتضييق دخول المواد الغذائية والطبية للدفع في اتجاه إنهاء الهيئة، يقول "فيلق الرحمن" إنه اتفق مع الروس على أن يؤمن الطريق لخروج مقاتلي الهيئة وعائلاتهم إلى إدلب، ولم ينفذوا ما يقع على عاتقهم إلى اليوم، ما يتسبب في إطالة الأزمة في الغوطة".
ورأت المصادر أن "الروس يدعمون النظام، الذي يعطل عملية إخراج الهيئة من الغوطة، بانتظار أن يسيطر على حي جوبر عبر الالتفاف عليه وقطع خطوط إمداده من مدن وبلدات الغوطة، طبقاً للنصيحة الروسية، حيث فشل في اقتحام الحي جراء التحصينات الهندسية المعقدة في الحي، كما فشل، إلى اليوم، في تحقيق أي تقدم يذكر، في حين يستمر الروس بتحميل الفصائل المعارضة المسؤولية".
وقف الدعم الأميركي عن "جيش العزة"
إلى ذلك، أوقفت غرفة عمليات التنسيق العسكري (موم)، التي تديرها الولايات المتحدة، الدعم العسكري عن فصيل "جيش العزة" التابع لـ"الجيش السوري الحر" لاستمراره بقتال قوات النظام السوري.
وقال قائد عسكري في الفصيل، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "غرفة العمليات أبلغتنا قبل ثلاثة أيام بوقف الدعم العسكري، لاستمرارنا في قتال قوات النظام".
و"موم" هي غرفة عمليات عسكرية ـ أمنية، مقرها العاصمة التركية أنقرة، يشرف عليها عدد من القوى الإقليمية والدولية الفاعلة، في الملف السوري، بقيادة أميركية، ولها قسم آخر في العاصمة الأردنية عمان يدعى "موك".
وكان الناطق العسكري باسم الفصيل، الملازم محمود المحمود، قال في تصريحات صحافية، إن "الفصيل لم يتلقَ أي دعم عسكري منذ نحو شهر"، مشيراً إلى أنّ "فصيله يقاتل النظام كرد فعل على هجماته، ويقصف مواقعه لاعتدائه على المدنيين".
ويُعدّ "جيش العزة" من أبرز فصائل "الجيش الحر" العاملة في ريف حماة الشمالي، وله وجود في ريف محافظة إدلب الجنوبي، شمال غربي سورية.
وهدّدت غرفة عمليات "موك"، في وقت سابق، فصيلي "أحمد العبدو" و"أسود الشرقية" العاملين في البادية السورية بوقف الدعم العسكري، إن لم يسلّما مناطقهما لقوات النظام هناك.