وأعلن الشامي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "أننا لن نرضى عن هذا السلوك، وجنود الأمم المتحدة ليسوا أعداءنا، عدونا فقط النظام و(الدولة الإسلامية) داعش". ووصف اعتقالهم بـ"الخطأ الكبير والانحراف عن مسار الثورة والجهاد".
وكانت "جبهة النصرة" أصدرت أمس السبت بياناً، استعرضت فيه تجاهل الأمم المتحدة لمجازر النظام وتشريد السوريين وتغييبهم في السجون، وقصف المدنيين بالبراميل واستباحة دماء المسلمين، دون أن تحرك ساكناً. ووصف البيان بأن أقصى ما حصل الشعب السوري عليه من الأمم المتحدة هو "التصريحات المجردة والكلمات الجوفاء".
واعتبر البيان أن هذه الأسباب بالإضافة إلى فرض العقوبات على "جبهة النصرة" ووضعها على لائحة الإرهاب تحت البند السابع، هي ما دفعتهم لما قالوا إنه "احتجاز" للجنود الـ45 من العاملين في قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "أندوف".
كما رفض الشامي، أي تدخّل أميركي في سورية بحجة تطبيق القرار 2170 لضرب "داعش" و"النصرة". ولفت إلى أن "جيش الإسلام قادر على محاربة تنظيم داعش، والقضاء عليه دون الحاجة لتدخل خارجي، من قبل الولايات المتحدة أو غيرها".
ولم يقبل الشامي وضع "داعش" و"جبهة النصرة" في سلّة واحدة، معتبراً أن "جبهة النصرة" تختلف كثيراً وأخطاؤها قليلة جداً بالمقارنة مع "داعش". وأضاف "رغم وجود بعض الخلافات بين جيش الإسلام والنصرة، إلا أننا نقاتل معهم جنباً الى جنب، على جبهات القتال في مواجهة النظام، ولم نرَ منهم إساءات".
وحول إمكانية وجود شكل من أشكال التعاون أو التنسيق مع أميركا للقضاء على "داعش"، قال الشامي إن "جيش الإسلام يقبل الدعم من أي دولة إذا كان غير مشروط، مع العلم أنه لم يأتنا دعم من أي دولة في العالم".
واستدرك موضحاً أن "أميركا وعلى مدى أربع سنوات لم تقدم شيئاً للثوار، لا دعماً لوجستياً، ولا حتى دعماً إنسانياً للمدنيين، فكيف هو الحال بالنسبة للعسكريين".
وأشار إلى أن "كل من ينادي بالدولة الإسلامية والحكم الإسلامي، تعتبره أميركا عدواً لها، هي تعتبرنا أعداءها، ولا نتوقع أن تدعمنا، ونحن بدورنا لن نقبل أي دعم، إلا إذا كان غير مشروط بأي شرط".
وعن كيفية القضاء على تنظيم "داعش" دون مساعدة رغم أنه يتمدد في سورية ويسيطر على مناطق واسعة شمال سورية، أوضح الشامي، أن "سبب تمدده في الشمال، هو التردد بقتاله، والوهن النفسي بسبب قوته الإعلامية والنفسية". واعتبر أن "إمكاناته القتالية وخبرة مقاتليه، هي أضعف مما يتم تصويره بالإعلام"، لافتاً إلى "السهولة التي استطاع بها جيش الإسلام إخراجه والقضاء عليه في الغوطة الشرقية". وختم ""بمجرد وجود خطة عسكرية وتعاون مشترك، يُمكن أن نُخرجهم من البلاد".