"حراس الرقابة: الفن الإيروتيكي المعاصر في العصر الرقمي" عنوان اللقاء عند السادسة والنصف من مساء اليوم الأربعاء في "الأكاديمية الملكية للفنون" في لندن، تكون خلاله الباحثة جوليا فارينغتون، المتخصّصة في قضايا الفن والرقابة، متحدثة رئيسية إلى جانب مداخلات للفنانة سيليا هيمبتون، والطبيب النفسي آدم فيلبيس، والصحافية كيرستي وارك.
يتساءل المنظّمون في بيان تقديم اللقاء إن كان الفنانان النمساويان غوستاف كليمت (1862 – 1918) وإيغون شيلي (1890 – 1918) اللذان استحوذا على جمهورهم في القرن العشرين، ستُفرض الرقابة عليهم اليوم لو قدّما أعمالهم ذاتها، وما هي محدّدات الفن الإيروتيكي، وما الذي يقرّر أن الإثارة قد تجاوزت الحدود فتعتبر عندها المواد الفنية إباحية.
يركّز المتحدثون على التغيّرات التي حلّت مع ظهور منصّات إعلام جديدة وإنتاح غزيز للأعمال الفنية في جميع الاتجاهات، حيث أصبحت طرق الرقابة الجديدة قضية مثيرة للجدل ومعرقلة للفنانين المعاصرين، ما يدفع إلى تفسير التحوّلات التي لحقت بمفهوم الرقابة في العصر الرقمي، وإلى أي مدى تحاصر إبداع الفنان.
تدير فارينغتون برنامج "الفهرس" الذي يرصد الأشكال المعاصرة للرقابة والرقابة الذاتية في الفنون لتعزيز الدعم المؤسسي لحرية التعبير الفني، من خلال رصد حالات التدخّل التي يقوم بها رجال الأمن في بريطانيا لإلغاء بعض الفعاليات من أجل السلامة العامة لأصحابها، والذي يؤشر على انعدام الوضوح حول أدوار الشرطة والقانون في تعامله مع الحريات الإبداعية.
ورغم أهمية الجانب القانوني الذي يجهله كثير من العاملين في مجال الفنون، إلا أن الباحثة تشير إلى أن أزمة النظام العام في العالم كله تُنتج ردود فعل لطرف ثالث يمارس رقابته بذريعة الضوابط الاجتماعية بدلاً من الضوابط القانونية، ما يؤدي إلى سعي الأجهزة الامنية إلى التحكّم في الفضاء العام للتخلّص من النزاعات الاجتماعية العميقة المحتملة.
تشير فارينغتون في مقالات ودراسات سابقة إلى أن كثيراً من الأعمال الفنية التي يُثار حولها الجدل كانت تُعرض بشكل طبيعي في نهايات القرن التاسع عشر، وأن ما يحدث خلال السنوات الأخيرة من حالات حظر لأسباب مختلفة يثير المخاوف حيال تنامي الرقابة الذاتية في القطاع الثقافي حول العالم بصورة معقدة ومقلقة، خاصة عندما يعكس الفن آراء ومواقف فئات اجتماعية يساء فهمها أو لا تجد لها تمثيلاً حقيقياً في المجتمع.