منذ تسعينيات القرن الماضي، جرى استعادة طريق الحرير بما يحيل إليه من إشارات تاريخية ومعرفية سواء بمشاريع النقل العملاقة التي تنشئها الصين لربط العالم اقتصادياً بحيث لا يعود الشرق بعيداً عن الغرب، وبالعكس، أو عبر العديد من المبادرات الثقافية التي تهدف إلى ربط يمحو صراعات عمرها آلاف السنين.
لا تتخفّف تلك المقولات والأهداف من مصالح القوى التي تستعير شبكة الطرق المترابطة التي كانت تسلكها القوافل والسفن من اليابان وصولاً إلى أوروبا منذ الألف الثالث قبل الميلاد، بحيث لا ينفصل تحقيق السلم عن ازدهار الحضارات الكبرى بالضرورة.
على الدرب ذاته، ينطلق عند الواحدة وخمس وأربعين دقيقة من بعد ظهر اليوم الأربعاء الجزء الثالث من "حكايات طريق الحرير" في فضاء "ساوث يانك" في لندن، الذي يتمحور حول سورية من خلال عرض مجموعة الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية وعقد منقاشات يشارك فيها مجموعة من الفنانين والناشطين السوريين حول واقع بلدهم ومستقبله، بتنيظم من مؤسستي "باغري" و"شورتس أون تاب".
يشير بيان المنظّمين إلى أن سورية تأثّر تاريخها وثقافتها الغنية بشكل كبير بفعل النزاع المدمر الذي يتواصل منذ سنوات، والتي يقود سردها إلى تقديم العديد من النتاجات الفنية التي تحاول إيصال جانب من الرواية وعرضها.
تستضيف الفعالية الباحث الإسباني، من أصل سوري، غابرييل غروم الذي يحمل درجة الماجستير في "سياسة الشرق الاوسط" من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في العاصمة البريطانية، وتتضمّن مقالاته مراجعات للأدب في الصراعات الأهلية، وكيفية رصده لأشكال التحول الاجتماعي أثناء النزاع، والتغيذر في مجالات الثقافة والهوية مقارنات بأزمات عاشتها شعوب أخرى حول العالم.
كما تشارك عازفة العود السورية رحاب عازار التي نالت درجة الماجستير في التربية الموسيقية، وتؤدي العديد من الألحان لسيد درويش ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ومحمد القصبجي، وهي تقيم في لندن منذ عام 2010 حيث تعمل في مجال التدريس.
ويحضر في الجلسات النقاشية، الكاتب وصانع الأفلام السوري زاهر عمرين الذي ألّف كتاباً بعنوان "سورية تتحّدث.. الثقافة والفن من أجل الحرية".
من بين الأفلام القصيرة المعروضة: "حلب" لـ أنطوني غريبا، و"سلك شائك" لـ أكثم علواني، و"عمي عبد الله" لـ حمود الجنيد، و"الحقيقة" لـ مارسيل العيد، و"أم فراس" لـ مادلين كيت مكغوان.