قال مسؤولون محليون وعسكريون في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، شمالي العراق، إن الطيران الحربي رصد تحشيداً لمقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، بمحيط مدينة تلعفر، بالتزامن مع بدء تحرك القوات العراقية على أسوار المدينة، للهجوم الذي يتوقع أن ينطلق خلال أيام قليلة، بحسب تصريحات المسؤولين العراقيين.
وذكر ضابط رفيع في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، أنّه "تم رصد حركة واسعة لمقاتلي "داعش" بمحيط تلعفر خلال اليومين الماضيين، من بينها حفر خنادق وتوزيع سيارات مفخخة وزرع ألغام ومتفجرات على حدود المدينة"، مبيناً أن "إجراءات "داعش" المشدّدة تهدف لمنع أو تعطيل اختراقها من قبل القوات العراقية". وأوضح أن "آليات التنظيم تعمل طوال الوقت على سد الثغرات وتحصينها، وحفر الخنادق ووضع السواتر الترابية فيها".
بدوره، قال مسؤول محلي في الموصل، لـ"العربي الجديد" "إن التنظيم يعمل أيضاً، على تلغيم شوارع البلدة، وخاصة الطرق التي تعدّ مداخل للقوات العراقية إليها، كما أنّه نشر العشرات من مقاتليه وقناصيه في المداخل، لأنّه يتوقع هجوماً قريباً".
وأشار إلى أنّ "التنظيم دفع بأغلب عناصره من قلب البلدة إلى محيطها، لتكون المعركة في المحيط، ولم يبق إلّا أعداد قليلة ومقر القيادة في مركز البلدة".
بدوره، أكد ضابط برتبة مقدم في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، أن خطة الهجوم وصلت إلى مقر القيادة، و"هناك مشاكل سياسية ننتظر حلها في بغداد لبدء الهجوم"، مرجحاً أن يكون الهجوم من ثلاثة محاور، أحدها لمليشيات "الحشد الشعبي"، ومحوران للقوات العراقية النظامية. وتوقّع "عدم تغطية التحالف الدولي لمحور "الحشد" كما حدث في معركة الموصل السابقة".
ووصف الضابط نتائج المعركة المرتقبة، أنها "محسومة لصالح القوات العراقية"، مشيراً إلى أن "هناك آمالا أن ينسحب التنظيم قبل تدمير المدينة كما حدث بالموصل، التي لم ينفعه تحصّنه فيها في إبقائها تحت سيطرته".
في غضون ذلك، يواصل التنظيم تحركاته وهجماته خارج بلدة تلعفر، إذ إنّ "عدداً من عناصره تسلّلوا إلى جبال مكحول في محافظة صلاح الدين ليلة أمس".
وقال مصدر أمني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر من التنظيم نجحوا بالتسلل إلى نحو قطعات لـ"الحشد الشعبي" في جبال مكحول، واشتبكوا معها وقتلوا عدداً منهم، بينما أصيب عدد من عناصر "داعش" الذين انسحبوا عقب تنفيذهم الهجوم".
وكانت مليشيا "الحشد" قد ساومت رئيس الحكومة، حيدر العبادي، على ملف تلعفر، وطالبته بإصدار أمر رسمي معلن بدخول "الحشد" إلى سورية للقتال إلى جانب النظام، الأمر الذي رفضه العبادي، بينما أجبر على القبول بدخولها إلى تلعفر رغم مخاطر هذا القرار وتداعياته السلبية.