عاد تنظيم "داعش" الإرهابي إلى التمدّد مجدّداً شرق محافظة حمص السورية، على حساب قوات النظام السوري، إذ تقدّم في مناطق جديدة، بعد أن كانت قواته تتهاوى في حمص ودير الزور والرقة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "التنظيم انتزع خلال هجومه الأخير مناطق جبل الضاحك وقرية شنهص والطيبة" شمال مدينة السخنة، وقصر الحير الشرقي، الواقع شرق مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، وذلك بعد انسحاب قوات النظام من تلك المناطق، عقب مقتل نحو 20 من عناصرها وتدمير دبابتين وعربة شيلكا.
كذلك سيطر تنظيم "داعش" على بلدة القريتين الأحد، بعد شنّه هجوماً مباغتاً هناك أفضى إلى انسحاب قوات النظام ومليشياته من داخل البلدة.
وقالت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد" إن "التنظيم شنّ هجوماً انغماسياً منذ مساء أمس السبت على مواقع قوات النظام في القريتين، ما أدى إلى انسحابهم منها ليدخل التنظيم إلى البلدة اليوم الأحد".
وكان التنظيم قد انسحب من القريتين قبل أشهر عدة، بعد أن واجه هجوماً شرساً من قبل قوات النظام ومليشيا محلية تابعة له، بدعم الطيران الحربي الروسي.
وأوضحت المصادر أن السكان في القريتين يعانون من حالة خوف وهلع، لا سيما عقب الهجمات المستمرة والمركّزة للتنظيم، وقطع النظام الاتصالات والإنترنت عن المدينة.
وتقع القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي، ويعيش فيها نحو 50 ألف مدني من مسيحيين ومسلمين، وتتخذ البلدة موقعاً استراتيجياً بسبب قربها من مستودعات السلاح في مهين، إضافةً إلى اعتبارها ممرّاً بين ريف حمص وجبال القلمون في ريف دمشق.
قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن "مجموعات من مقاتلي التنظيم تسلّلت من منطقة البادية إلى القريتين، حيث كان يوجد عدد قليل من قوات النظام، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة".
وأوضح أن "معارك عنيفة تدور بشكل متزامن بين الطرفين على محاور عدة في بادية السخنة، حيث تمكن التنظيم أيضاً من السيطرة على بلدة وجبل استراتيجي يشرف على طريق حيوي".
يُذكر أن حسابات "تويتر" مقرّبة من "داعش" كانت تتحدّث عن مقتل أكثر من مائة وخمسين عنصراً من قوات النظام خلال الهجوم، بالإضافة إلى أكثر من خمسة عشر عنصراً من "حزب الله" اللبناني في مدينة السخنة.
وكان مقاتلو التنظيم قد شنّوا هجوماً عنيفاً على مواقع قوات النظام في ريفي حمص ودير الزور، تزامناً مع هجومٍ آخر شنّه عناصر التنظيم على مواقع "قسد" في مدينة الرقة، وذلك عقب كلمة مسجّلة لزعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي" دعاهم فيها إلى مواصلة القتال.