وبحسب مصادر من داخل الموصل، تتعالى أصوات صراخ الأطفال والنساء في أحياء الشفاء والزنجيلي وباب الطوب وشارع الكورنيش وغابات الموصل وحي الأساتذة التي نالت النصيب الأكبر من القصف الجوي والصاروخي، مؤكدين أن مستشفى المدينة خرج عن الخدمة، وإنهم يواجهون صعوبة في إجلاء الجرحى بسبب القصف الجوي المستمر.
وبدأت العوائل بتخزين الطعام والمياه داخل منازلها، فيما شهدت أفران المدينة رغم القصف ازدحاما كبيرا عليها، وسط مخاوف من سيناريو مشابه لمدن أخرى تمت محاصرتها وتعرض من فيها للمجاعة".
وأكدت المصادر أن عدداً من القتلى سقطوا وأكثر منهم جرحى، مشيرين إلى أن أعداد الضحايا لم تحدد بشكل دقيق، لكن هناك ما يفيد بسقوط حوالي عشرين مدنياً بين قتيل ومصاب بينهم أطفال ونساء.
وقال أحد سكان الموصل لـ"العربي الجديد"، إنّ "القصف يكاد يكون عشوائياً وداعش يتخذ من مناطقنا السكنية مقرات له"، ولفت إلى أن "الغارات لم تتوقف ونداءات التبرع بالدم التي تذيعها المساجد لم تتوقف".
يأتي ذلك في وقت وضعت فيه الأمم المتحدة خطة لإيواء النازحين من المدينة، بتهيئة معسكرات لجوء للسكان حال خروجهم، إلا أنّ التقارير تؤكد أن عدد تلك المخيمات ما زال قليلا مقارنة بعدد السكان البالغ مليونا وربع مواطن.
وكان رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أعلن في ساعة مبكرة من فجر الإثنين، بدء معركة استعادة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك بعد شهور من الإعداد لها.
وفي غضون ذلك، قال عضو الحكومة المحلية لمحافظة نينوى محمد الحمداني لـ"العربي الجديد"، إنّ "المدنيين في خطر ولا يمكن لأحد إنكار ذلك، ووردتنا تقارير عن قتلى وجرحى وانعدام الخدمات بالمستشفى".
وتابع "الوضع الإنساني سيكون سيّئاً ونأمل أن تكون المعركة بادرة على العوائل المحتجزين بالمدينة".