منع تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش) المئات من الأسر العراقية من مغادرة بلدات يسيطر عليها غرب العراق، في إجراء جديد يثير مخاوف من محاولة استغلال التنظيم المدنيين كدروع بشرية.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الكرحوت، لـ"العربي الجديد"، إن "مقاتلي التنظيم الإرهابي منعوا الأهالي من مغادرة المدن والقرى التي يسيطر عليها التنظيم، خوفاً من العمليات العسكرية التي تجري حالياً في المحافظة، وأمرهم بالبقاء في منازلهم وعدم المغادرة".
وأوضح الكرحوت أن "الأهالي يخشون من المجهول ويحاولون الفرار والنجاة بأنفسهم من القادم، لكن (داعش) رفض خروجهم وقطع كل الطرق عنهم"، مشيراً إلى أن ذلك "حصل في عدة مدن غرب المحافظة".
من جهته، لفت مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد"، إلى أن "إجراء (داعش) الجديد لا يشمل غرب العراق فقط حيث محافظة الأنبار، بل اتسع إلى نينوى وصلاح الدين وبلدات أخرى في العراق، ولا نعلم ما الغاية الحقيقية، لكن نرجح أنه يحاول استخدامهم ورقة ضغط على الحكومة العراقية وقوات التحالف الدولي، في حال فكر استخدام قوة نارية واسعة على تلك المدن بعد فراغ أهلها منها".
كما أكد مدير بلدية مدينة الوفاء 40 كيلومترا غربي الأنبار، حسين كسار، لـ"العربي الجديد"، أن "عناصر التنظيم حولوا 500 أسرة إلى دروع بشرية بعد أن منعوهم من المغادرة"، داعياً "رئيس الوزراء، حيدر العبادي، للتدخل العاجل لتخليص المدنيين المحاصرين".
وفي سياق متصل، حاصر تنظيم "داعش"، اليوم الإثنين، فوج الشرطة الاتحادية القريب من ناحية الوفاء، وقال مصدر أمني في المحافظة لـ"العربي الجديد"، إن "التنظيم فرض طوقاً على الفوج الذي يضم العشرات من عناصر الشرطة والحشد الشعبي"، موضحاً أن "جميع الإمدادات قطعت عن المحاصرين داخل الفوج".
وفي هذه الأثناء، توجه المئات من أبناء العشائر لتحرير قضاء راوة من سيطرة تنظيم "داعش"، وقال الشيخ عبد الكريم أبو ريشة، في بيان إن "هذه الخطوة جاءت لتعزيز قدرات الجيش والشرطة القريبين من راوة للتحضير لعملية عسكرية واسعة في المنطقة".