وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح قائمقام قضاء الرمادي، دلف الكبيسي، أن طيران التحالف الدولي والطيران العراقي بدأا، صباح السبت، بشن غارات مكثفة على المجمع الحكومي وسط الرمادي، إذ قامت الطائرات بقصف مواقع تمركز مقاتلي "داعش" داخل المجمع، ما أسفر عن مقتل 7 منهم.
وأضاف أن "مقاتلي التنظيم انسحبوا من داخل المجمع الحكومي نتيجة الضربات الموجعة والقصف الجوي العنيف الذي تعرضوا له، وتحصنوا في مواقع بديلة قرب المجمع لتجنب قصف الطيران".
وكان البيت الأبيض، قد أعلن صباح السبت، أن واشنطن وبغداد اتفقتا على حشد المقاتلين القبليين بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية لمواجهة "داعش" في محافظة الأنبار، التي استولى مقاتلو التنظيم على عاصمتها الرمادي، أمس الجمعة. وقررت الولايات المتحدة في الوقت ذاته رفع مستوى إمداداتها العسكرية لحكومة حيدر العبادي، وتزويد قوات الجيش والأمن العراقي في صورة عاجلة بصواريخ محمولة على الكتف ومعدات عسكرية ثقيلة.
وأفاد البيت الأبيض، في بيان، عقب اتصال هاتفي أجراه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بالعبادي؛ أن الجانبين اتفقا كذلك "على توحيد الجهود بين جميع الطوائف العراقية، لمقاتلة داعش"، وهي عبارة تعني بشكل رئيسي إشراك القبائل السنية ذات الوجود القوي في محافظة الأنبار، التي يعتقد البيت الأبيض أنها "قادرة على تطهير مناطقها من الدخلاء".
وكان البيت الأبيض قد استشعر الخطر منذ بدء تقدم مقاتلي داعش نحو الرمادي، فسارع بايدن الممسك بالملف العراقي في البيت الأبيض إلى الاتصال بالعبادي لتطمينه أن الولايات المتحدة قررت رفع مستوى إمداداتها العسكرية لحكومته. وعلى ضوء ذلك جاءت تصريحات العبادي المتفائلة.
وقال البيت الأبيض، إن "بايدن أعاد التأكيد للعبادي على استمرار الولايات المتحدة في دعمها لجهود الحكومة العراقية، في سعيها لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية. وأبلغ نائب الرئيس رئيس الوزراء العراقي أن واشنطن سوف ترسل إمدادات سريعة لقوات الأمن العراقية، تتضمن (صواريخ AT-4) التي تحمل على الكتف، ومعدات أخرى لمواجهة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، فضلاً عن كميات من الذخائر الإضافية، وغيرها من الإمدادات التي تحتاج إليها القوات العراقية".
وسيطر "داعش"، أمس الجمعة على المجمع الحكومي وسط الرمادي؛ والذي يضم مديرية شرطة محافظة الأنبار ومقر ديون محافظة الأنبار ومكتب المحافظ ومقرات إدارية أخرى، بعد انسحاب القوات الأمنية منه نتيجة شدّة الاشتباكات، وتفجير العربات المفخخة من قبل مقاتلي التنظيم.
وبسيطرة "داعش" على المجمع الحكومي وأحياء ومناطق أخرى داخل الرمادي نتيجة الهجوم الواسع الذي شنّه أمس الجمعة، بات التنظيم قريباً من السيطرة على المدينة بالكامل، بحسب مصادر أمنية.