يتزايد الاهتمام في حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية واللغويات بالفتوى كظاهرة اجتماعية مستندة إلى الممارسة الدينية تعكس تطوّر الواقع ثقافياً وتاريخياً، وفهم ارتباطها بالسلطة والحركات الإصلاحية على تعدّد مشاربها خلال التاريخ الإسلامي، والنظر إلى العديد من القضايا الإشكالية مثل المرأة ونظام الحكم والحرية وغيرها.
وربما بات هذا الميدان أكثر راهنية مع توسّع خطاب الإفتاء وانتشاره الواسع عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وما أنتجه من جدل وسجالات اتخذت مستويات متعدّدة لكن معظمها تتركّز في دائرة الاستقطاب والدعوة إلى الإقصاء والنبذ والعنف.
في هذا السياق، انطلقت عند التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء أعمال يوم دراسي بعنوان "دراسات في خطاب الفتوى" في "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون/ بيت الحكمة"، في قرطاج بالقرب من تونس العاصمة، بالتعاون مع كليّة الآداب والفنون والإنسانيّات - منوبة.
تتضمّن الجلسة الأولى ورقة بعنوان "صور من حياة أهل صفاقس وعلاقاتهم في القرن التاسع عشر من خلال فتاوى الشيخ أبي الحسن علي الشرفي" لـ زهية جويرو، و"من فتاوى الطعام والشراب في "جامع مسائل الأحكام" للبزرلي" لـ سهام الدبابي الميساوي، و"توظيف الفتاوى لتأصيل التصوّف في الشريعة عند أبي إسحق الشاطبي (790 م/ 1388 هـ)" لـ محمد بالطيب، و"المرأة وخطاب الفتوى، مقاربة في تطوّر الرؤية الفقهية الشيعية" لـ حيدر حسن الأسدي، و"تعريب مقال "الشك والصلاحيات، ظهور نظرية إمامية شيعية في الاجتهاد" للمستشرق نورمان كالدر" لـ جيهان عامر.
كما تشتمل الجلسة الثانية على ورقة "النساء والمقدس في "فتاوى النساء" لابن تيمية" لـ هاجر خنيفر، و"حياة المسيحيين التعبدية في أفريقيا من خلال فتاوى مغربية مختارة" لـ سماح حمزة، و"ملامح الهوية الجنسية، الهواجس والمآزق.. قراءة في فتاوى الجنس في مواقع التواصل الاجتماعي" لـ حياة يعقوبي، و"الإفتاء السيبراني واحتراب الشرعيات" لـ محمد السويلمي.
ويختتم اليوم الدراسي بجلسة ثالثة تضمّ ورقة "الفتاوى الجنسية: المتعة المباحة" لـ نسرين السنوسي، و"فتاوى الحرابة في أفريقيا: الخلفية والدلالات" لـ زينب التوجاني، و"فتاوى السلطان في "جامع مسائل الأحكام" للبرزلي" لـ حنان بالشاوش، و"فتوى الردّة والهيمنة على الفضاء العام، فتوى الغزالي في محاكمة قتلة فرج فودة" لـ مراد الحاجي، و"من فتاوة الرعاة في أفريقيا" لـ منى بن فرحات.