عكف الكاتب والمؤلف الدرامي، ممدوح حمادة، منذ فترة قصيرة على الظهور عبر قناته في موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، لإعطاء بعض النصائح والمحاضرات المصورة حول الكتابة الدرامية وبعض الأساسيات في كتابة السيناريو التلفزيوني، معتمداً على خلاصة تجربته الشخصية في الكتابة للدراما السورية طيلة أكثر من عقدين من الزمن.
مُحاضرات أو دروس حمادة، عنونها بـ"دردشة في الدراما"، تطرَّق فيها إلى تفاصيل تندرج ضمن محطات كتابة السيناريو، كشكل السيناريو ومصادر الشخصية ومقوماتها، بالإضافة لعمل الممثل على الدور. ورغم اعتماده على تجربته في الكتابة في إعطاء هذه الدروس والدردشات، وليس على مقرر أكاديمي في الكتابة للدراما، إلا أن هذه الدردشة لقيت تجاوباً كبيراً من قبل المتابعين، ولا سيما المهتمين من الشباب بالكتابة الدرامية، والساعين لتطوير قدراتهم فيها.
"العربي الجديد" تواصلت مع الكاتب ممدوح حمادة الذي أشار إلى أن مشروعه "دردشة في الدراما" يعد مشروعاً غير مكتمل، وكان بمثابة جس نبض، مضيفاً: "الآن بعد أن قدمت عشر دردشات تقريباً، قررت الانتظار ريثما أتمكن من تحضيره وتقديمه بشكل أفضل، فقد حددت معظم الثغرات تقريباً. ولكن على الرغم من أنه مشروع غير ناضج، فقد احتوى على معلومات مفيدة، وبكل الأحوال أنا مستمر في التحضير للمرحلة القادمة".
وحول إذا ما كان المشروع حاجةً في ظل تردي النص الدرامي، أم أنه فكرة شخصية لها أهداف بالنسبة له، نوَّه حمادة إلى أن "المشروع بدأ كفكرة لتأليف كتاب أتحدث فيه عن تجربتي في الكتابة وخاصة الدرامية منها. وبالفعل كتبت عدة عناوين كجس نبض، وما زالت أكتب. وبناء على ما كتبت سأكون قد كونت منهجاً للكتاب، بناء عليه أكمل ما بدأته، أما فكرة (دردشة في الدراما) فقد خطرت لي بسبب كثرة الأسئلة التي كنت أتلقاها على (فيسبوك)، وكانت بالعشرات، إضافة إلى أني كنت أتلقى سيناريوهات في أغلبها لا يتوفر فيها شرط السيناريو، مما يجعل حتى قراءتها جهداً متعباً، أضف إلى ذلك أن الأسئلة في أحيان كثيرة كانت متكررة، وتكرار الإجابة عليها يعد أمراً مرهقاً، لدرجة كانت تجعلني أحياناً أغلق الصفحة هرباً من هذا الموضوع لأن تلبية طلبات جميع الأصدقاء مهمة شبه مستحيلة. ولذلك فكرت بتقديم ذلك البرنامج، لكن عدم توفر الإمكانيات والظرف جعلني أقرر وقف البرنامج وتأجيله إلى حين توفر الإمكانيات المادية والتقنية، لأعيد إنتاجه، وأتابع فيه إلى مراحل أكثر تقدماً. ولا بد من التنويه إلى أن البرنامج كان موجها إلى أشخاص لا يعرفون أي شيء إطلاقاً عن السيناريو والكثيرين، أو عندهم تصورات مغلوطة، ولذلك لم يكن بإمكاني التشعُّب والاسترسال، وكنت مضطراً لتناول سؤال واحد فقط في كل دردشة".
وسألنا حمادة عن كيفية ظهور المشروع، في حال قرَّر تحديثه في مرحلة قادمة، فأجاب: "في حال فكرت بالمتابعة، لا بد أن يكون معي مساعدون قبل كل شيء، يقفون معي في النواحي التقنية، وسأوفر مكاناً أكثر ملائمة. أنا الآن في ظل حصار كورونا أسجل الحلقات في المطبخ الضيق الذي لا يسمح لي بإبعاد الكاميرا أكثر من متر، وفي حال توفر المكان والإمكانيات التقنية فإنني سأقدم نماذج وربما مشاهد تمثيلية كوسائل توضيح، بكل الأحوال سأطلع على تجارب الآخرين وأدرس كل التفاصيل وأقدم برنامجاً احترافياً".
وكون الكاتب حمادة، أبدى حاجته لفريق تقني لمساعدته بإتمام المشروع بشكل أفضل. سألناه فيما إذا كان سيشارك معه فريقاً مختصاً من كتاب ومؤلفين ليكونوا معه ضمن المشروع، فأشار إلى أن "كل ذلك مرتبط بالظروف، لأنّي شخصياً لا أملك المال لكي أصرف على هذا المشروع، والاعتماد على المتطوعين لا يصمد لفترة طويلة، وهكذا إذا توفر التمويل سأفعل كل ذلك، وإذا لم يتوفر سأكتفي بإمكانياتي الشخصية المتواضعة".