اقرأ أيضا:المواهب في مصر... كنوز تنتظر "علي بابا"
وتعتمد هذه الإدارة في عملها على أن اكتشاف الطالب الموهوب يبدأ من خلال الأسرة والمعلم، ويأتى فى المرتبة الثانية تنظيم المسابقات، وأخيرا القيادات المدرسية، فى حال شعورهم بأن لديهم طالب موهوب فى مجال ما، وترشيحه لقسم رعاية الموهوبين بمدرسته، يخضع لعدة اختبارات تناسب موهبته، لتحديد مستواه، على أن تشمل تلك الطرق طلاب التعليم الفني، والعام، وذوى الإعاقات باختلاف أنواعها.
وتنظم الإدارة مجموعة من البرامج للطلاب، من أهمها برنامج الإثراء لتنمية موهبة الطالب، وبرنامج التسريع، الذي يتيح للطالب فى حال امتلاكه قدرات عقلية أعلى من الصف الدراسى الملتحق به، الالتحاق بصف دراسى متقدم عن صفه الفعلي، فمثلا: إذا تقدم تلميذ بالصف الأول الابتدائى لاجتياز اختبارات القدرات الخاصة بالموهوبين، وأثبتت النتائج أن قدراته العقلية تؤهله للصف الخامس الابتدائي، فستدعمه الإدارة لتخطى الصفوف الأربعة الأولى من مرحلة التعليم الأساسى.
وأعد تلك المقترحات الدكتور محمد زهران، مدير مركز رعاية الموهوبين بالمطرية، والدكتور محمد عبد الفتاح ممثل المجتمع المدني، والدكتور حمدى أبو سنة ممثل المجتمع المديرية التعليمية بالقاهرة، والدكتورة تليدا مديرة برنامج IB “International Bacloria”، فى الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا.
المواهب العلمية
ولعل من أبرز المبادرات التي تقام حاليا في مصر وترعاها واحدة من كبريات منظمات المجتمع المدني وهي جمعية "مصر الخير"، وتحمل المبادرة إسم "جسر لتنمية المواهب العلمية" وهي تهدف إلى دعم وإمداد طلاب المدارس بالمهارات والمعارف التي تؤهلهم لمسيرة مهنية متميزة في مجال البحث العلمي، بالإضافة إلى تنمية مهارات التفكير العلمي النقدي.
ويقول "عمر فتحي" منسق برنامج جسر لتنمية المواهب العلمية: أن البرنامج يسعى بشكل أساسي للعمل مع الموهوبين الصغار في الصف الثالث الاعدادي والأول والثاني والثاني الثانوي بهدف استغلال مواهبهم ومهاراتهم لإنتاج مشاريع بحثية وابتكارات عالية الجودة، مما يساهم في مواجهة وحل العديد من التحديات المجتمعية بمصر.
ويضيف فتحي: أن البرنامج يستخدم عدد من الاليات للوصول إلى الأهداف المرجوة منها أبرزها؛ الحث على الشغف بالعلم بين طلاب المدارس، واكتشاف الطلاب الموهوبين والشغوفين بالعلم، وتنمية مهاراتهم ومعارفهم، وتوفير الدعم والارشاد للأبحاث والابتكارات العلمية المتميزة، ودعم صغار الموهوبين لتمكينهم من سلوك مسيرة مهنية في مجال البحث العلمي، وترويج مبادئ التفكير العلمي والنقدي بين طلاب المدارس، وذلك عبر معسكرات للبحث العلمي وتنمية الابتكار والابداع وأيضا رعاية مشروعات وانشطة من ابتكارهم ومساعدتهم على تنفيذها.
"دعبس"
ومن المبادرات الشبابية في هذا الإطار قام "اتحاد طلاب مدارس مصر" بتأسيس، لجنة "دعبس" كلجنة خاصة بالنشاطات والبحث عن المواهب المختلفة بين طلاب جميع محافظات مصر، على أن تنظم المسابقة على نمط برنامج المواهب الشهير Arab got talent .
وأكد أعضاء اللجنة أن اختيار الفائز بالمسابقة سيتم من خلال تصويت الجمهور داخل إحدى المسارح التابعة للوزارة، وكلف الاتحاد لجنة العلاقات العامة، بتجميع بيانات الطلاب الموهوبين من المحافظات المختلفة.
اقرأ أيضا:28 فكرة لخلق بيئة ابتكار في المنزل
مدونة "خوجة"
ومن المبادرات التي تهتم بتنمية مواهب طلاب المدراس باستخدام الاعلام الجديد "مدونة خوجة" وهي- كما يعرفها مؤسسوها على موقعهم الالكتروني- بذرة لمبادرةٍ رؤيتها هي تطوير التعليم في مصر، والغرض منها هو خلق مساحة لمجتمع عبر الإنترنت (online community) من المهتمين بشئون تطوير التعليم.
ويقول مؤسسو المدونة: لقد أدركنا نحن القائمون علي المدونة حجم الفجوة بين مصر ودول أخري عديدة، عربية وغير عربية، من حيث عدد المدونات والمبادرات والأنشطة المرتبطة بالتعليم، ومن حيث قدر الوعي العام بالممارسات الإيجابية تربوياً وعلمياً، ومن حيث الإهتمام (دعماً وتطبيقاً) بالبحث العلمي الرامي لفهم وتحسين عمليات التدريس والتَعَلُّم والتعليم بشكلٍ عام.
وبقدر شمولية تلك العمليات وتأثرها بعناصر عدة في المجتمع، كان اهتمامنا في المدونة بطرح وإبراز ومناقشة موضوعات تخاطب جميع تلك العناصر في منظومة التعليم في مصر، والمكونة من الطالب والأسرة والمُدَرِّس والمَدرَسة ومؤسسات المجتمع المدني وأجهزة الدولة.
وتبنت المدونة مؤخرا مسابقة للكتابة الابداعية لطلاب مدارس مصر لعام 2015 من عمر 7 إلى 11 عاما وطلبت من المتسابقين الكتابة في عدد كبير من الموضوعات باللهجة العامية المصرية أو الفصحى لاكتشاف وتنمية الكتابة الابداعية لدى الأطفال في هذه السن الصغيرة.
ومن الموضوعات الأخرى المتاحة في المدونة التي تركز على تنمية المواهب؛ تطبيقات لتنمية الإبداع اللغوي عند الطفل، برامج للبدء في ربوتيكس في مدرستك، صناعة الألعاب .. أفضل تعليم مبني على المشروعات... وغيرها من الموضوعات.
اقرأ أيضا:الأسباب التي جعلت النظام التعليمي في اليابان متميزاً
ويضع مؤسسو المدونة رؤية مستقبلية لهم تتمثل في أن تكون المدونة منصة تعليمية شاملة، تنقل إلي الداخل المصري خبرات الدول التي سبقت مصر في طرق وأبحاث تطوير التعليم، وتشجع التدوين التعليمي بإتاحة مساحة للمربين والمعلمين لتدوين تجاربهم وخبراتهم ومن ثم تشاركها مع زملائهم، وترعى المسابقات التعليمية كوسيلة تحفيز رئيسية للتَعَلُّم وربطه بسوق العمل، وتوفر آلية لتطوير البيئات التعليمية عن طريق التمويل الجماعي للأغراض والإحتياجات المدرسية علي مستوي الجمهورية.
وتتضمن المدونة عددا من الأقسام أبرزها؛ مهارات تدريس، مهارات تعلم، نماذج وقوالب تعليمية، التكنولوجيا والتعليم، مفاهيم وقضايا تروية وتعليمية، التكنولوجيا والتعليم، مسابقات تعليمية، مؤسسات ومبادرات، وسائل ومواقع تعليمية، ومناقشات.
ويذكر أن وفقا لمؤشر "التنافسية العالمي" تحتل مصر الترتيب الـ(119) دولياً من بين 144دولة في مؤشر التنافسية العالمي عام 2014-2015، والمرتبة الـ12 عربيا، وتأتي مصر في مرتبة متأخرة وفقا لمؤشر (الابتكار والتطور)، في الترتيب (113) دولياً من بين 144دولة عام 2014-2015.
وجاءت مصر في الترتيب الـ 97 دوليا لعام 2014 من بين 144 دولة، في مؤشر تحقيق المتطلبات الأساسية من الصحة والتعليم الأساسي، ووفقا لمؤشر (التعليم العالي والتدريب) مصر في الترتيب (111) دولياً من بين 144دولة في مؤشر التعليم العالي والتدريب عام 2014-2015.
يذكر أن وزير التربية والتعليم المصري "الهلالي الشربيني" التقى مؤخرا مع الإعلامي "توفيق عكاشة" لبحث سبل تطوير منظومة التعليم الأمر الذي اعتبره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من قيبل الكوميديا السوداء وطالبوا ساخرين: "لا لعكشنة التعليم".
اقرأ أيضا:الموهبة بين الازدهار والاندثار