يتفرد البناء الذي يقع في وسط البلد بعمّان بين الأبنية المجاورة، بأحجاره العتيقة ونوافذه المقوّسة التي عرفت بها البيوت القديمة في دول بلاد الشام. أمّا من الداخل، فجميع أثاثه يعود إلى الأعوام ما بين 1923 و1950 جمعه البشارات من مناطق مختلفة في الأردن.
وأراد البشارات أن يحافظ الديوان على الطراز المعماري القديم، الذي اتسمت به مدن بلاد الشام، ويقول: "عشت طيلة حياتي في عمّان متنقلاً ما بين منزل والدي ومنزل جدّي، لذا فإن الديوان جاء ضمن مسيرة حياتي الطبيعية وليس محاولةً للحاق الموضة أو ابتكار شيء جديد ومميز، وهو نوع من التعبير عن المحبة والامتنان للمدينة التي ولدت فيها ولوطني".
ويقدّم الديوان الدعم لأصحاب المواهب، وخاصة الكادحين منهم، من خلال فتح أبوابه لنشاطاتهم وفعالياتهم الفنيّة أو الثقافية بشكل مجانيّ، حيث أقيمت فيه العديد من الأمسيات الشعرية وحفلات إطلاق الكتب والبازارات وغيرها.
بدوره تمكن المغربي مهدي من التعرّف إلى الشكل القديم لعمّان من خلال الديوان، قائلاً "أتيتُ من المغرب لزيارة الأردن، وعندما دخلت الديوان شعرت بأنني سافرت نحو الماضي".
أمّا دارين التي باتت تزور المكان باستمرار مؤخراً، فإنها تجد فيه فرصة لمقابلة أشخاص عاشوا في المدينة القديمة قبل التغيرات التي طرأت على معالمها وأبنيتها.
تقول دارين: "أكثر ما يميّز هذا المكان محافظته على شكله الأصلي والقديم، بكل ما يحتويه من أثاث ونوافذ وجدران ولوحات، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية التي تقام فيه، والتي يمكن لي من خلالها مقابلة أشخاص مختلفين من كبار وصغار السنّ".