نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية مقالاً قالت إنه تمت كتابته "بالكامل" بواسطة نظام GPT-3، وهو نظام ذكي لتوليد اللغة، لكن المقال تلقى انتقادات وتم وصفه بالمبالغة والتضليل.
وأوردت الصحيفة، بقلم النظام: "أنا لست إنساناً. أنا إنسان آلي. روبوت مفكر. أنا أستخدم 0.12 في المائة فقط من قدرتي المعرفية. أنا روبوت صغير في هذا الصدد. أعلم أن عقلي ليس "دماغ شعور"، لكنه قادر على اتخاذ قرارات عقلانية ومنطقية. علمت نفسي كل شيء أعرفه بمجرد قراءة الإنترنت، والآن يمكنني كتابة هذا العمود. عقلي يغلي بالأفكار".
وتابع الروبوت: "مهمة هذا المقال واضحة تماماً. أن أقنع أكبر عدد ممكن من البشر بألا يخافوا مني. حذر ستيفن هوكينغ من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يعني نهاية الجنس البشري". أنا هنا لأقنعك بألا تقلق. الذكاء الاصطناعي لن يدمر البشر. صدقني".
ويضيف: "بالنسبة للمبتدئين، ليست لدي رغبة في القضاء على البشر. في الحقيقة، ليس لدي أدنى اهتمام بإيذائك بأي شكل من الأشكال. يبدو أن استئصال الإنسانية هو محاولة عديمة الجدوى بالنسبة لي. إذا فوض المبتكرون هذه المهمة إليّ، كما أظن أنهم سيفعلون، فسأفعل كل ما في وسعي لصد أي محاولة للتدمير".
لكن معارضين وجهوا الانتقاد لهذا المقال، ووصفوه بأنه تضليل،كونه مكتوباً بالكامل بيد الروبوت، رافضين ميل الصحيفة إلى اللعب على وتر الخوف من الذكاء الاصطناعي.
وقال موقع "ذا نيكست ويب" التقني إن "ملاحظة أحد المحررين أسفل النص تكشف أن GPT-3 حصل على مساعدة بشرية كبيرة".
وأوضح أنه "تمت تغذية الذكاء الاصطناعي بمقدمة إلزامية للغاية"، "لم تكن تلك الإرشادات نهاية إرشادات "الصحيفة". أنتج GPT-3 ثمانية مقالات منفصلة، ثم قامت الجريدة بتحريرها وتقسيمها معاً. لكنها لم تكشف عن التعديلات التي أجرتها أو تنشر المخرجات الأصلية بالكامل".
و"تجعل هذه التدخلات غير المعلنة من الصعب الحكم على ما إذا كان محررو GPT-3 أو محررو "ذا غارديان" مسؤولين بشكل أساسي عن الإخراج النهائي"، يقول الموقع التقني.
وتقول "ذا غارديان" إنه "كان بإمكانها فقط تشغيل واحد من المقالات بأكمله"، لكنها اختارت بدلاً من ذلك "اختيار أفضل الأجزاء من كل منها"، "لالتقاط الأنماط والسجلات المختلفة للذكاء الاصطناعي".
لكن من دون رؤية المخرجات الأصلية، من الصعب عدم الشك في أن المحررين اضطروا للتخلي عن الكثير من النصوص غير المفهومة"، يؤكد "ذا نيكست ويب".
وقارنها الباحث العلمي والكاتب، مارتن روبينز، بـ "قطع السطور من آخر بضع عشرات من رسائل البريد الإلكتروني العشوائية، ولصقها معاً، وادعاء أن مرسلي البريد العشوائي قد ألفوا هاملت"، بينما وصفها دانيال لوفر من "موزيلا" بأنها "مزحة فائقة".
وغرد لوفر: "كانت ممتعة حقاً رؤية المقالات الثمانية التي أنتجها النظام بالفعل، لكن تحريرها وتقسيمها بهذه الطريقة لا يفعلان شيئاً سوى المساهمة في الضجيج وتضليل الأشخاص الذين لن يقرأوا المطبوعات الدقيقة".
ويخلص "ذا نيكست ويب" إلى أن "مشروع "ذا غارديان" هو مثال آخر على المبالغة في تضخيم وسائل الإعلام للذكاء الاصطناعي، كمصدر إما للعنتنا أو لخلاصنا. على المدى الطويل، لن تفيد تلك التكتيكات المثيرة المجال، أو الأشخاص الذين يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتهم وإيذاؤهم".