إذا أخذنا المعنى الدقيق لـ "مسرح العرائس"، يمكننا القول بأن البلاد العربية لم تشهد له تاريخاً متجذّراً. لكن في المقابل، نمت فنون قريبة منه، لعل أبرزها فن الأراجوز في مصر بالخصوص، والذي انتشر منذ أكثر من خمسة قرون.
مسرحية "زمن الأراجوزات" التي أنتجتها فرقة "حلاوة شمسنا"، والتي تعرض الليلة في الإسكندرية، على خشبة "مسرح مكتبة مصر الجديدة"، تأتي لترسيخ هذه الفكرة، في محاولة لمنح الأراجوز بعداً معاصراً يضاف إلى ما يحيل إليه من تقاليد مترسّخة في الفرجة الشعبية، على مستويي الخطاب والمشهدية.
من هنا، يحاول العمل التي كتب نصَّه ناجي عبد الله وأخرجه جورج موسى، أن يعيد للأراجوز دوره القديم في تناول الموضوعات الراهنة بصفة رمزية وساخرة.
ولعل الإحالة الأقرب إلى الأذهان، حين يوضع الأراجوز في موضع الحديث في شؤون السياسة والمجتمع الراهنة، هي ظاهرة برامج "التوك شو" التي غزت مساحات البث التلفزيوني، وبات نجومه يظهرون يومياً على الشاشات متحدّثين بمجّانية في كل شيء.
تُرى هل يستطيع هذا المشروع الطموح أن يتجسّد بالشكل الكافي، وبالنبرة النقدية التي لا تتنازل عن الحد الأدنى، في مسرحية "زمن الأراجوزات"، خصوصاً وأن السياق العام في إنتاج الأعمال المسرحية بات يميل إلى تحاشي إحراج السلطة.
اقرأ أيضاً: خيال الظل.. قصة الأب المشترك للمسرح والسينما