قرم (1896-1971) هو نجل الفنان اللبناني داود قرم (1852-1930) الذي كان معروفاً بموضوعاته الدينية، وهو أيضاً شقيق شارل قرم (1895-1963)، لذي لقب بشاعر "الجبل المقدس".
تدرّب جورج على الرسم في استوديو والده قبل متابعة الدراسات في "المدرسة الوطنية للفنون الجميلة" في باريس من عام 1919 إلى عام 1921. أثناء وجوده في باريس تعرض الفنان إلى موجة الثورات الفنية كالانطباعية الجديدة، والدادائية، والتكعيبية، ومع ذلك ظل يمارس الفن بصورته الكلاسكية.
كتب الفنان مقالاً شهيراً عن الفنون الجميلة في "مقاله عن الفن والحضارة" (1966)، ورغم تأثره الكبير بوالده إلا أنه أسس لنفسه شخصية خاصة وانفرد بأسلوبه الذي أثر على فنانين بعده، وأقام المعارض في بيروت والقاهرة والإسكندرية، ورسم الكثير من البورتريهات كان الجزء الغالب منها بورتريهات ذاتية.
برع قرم ضمن بورتريهاته في تقديم الشخصية، ركّز على أن يكون الوجه قريباً من سطح اللوحة ووضع كل جهده الفني في ملامح العيون والابتسامة أو حتى العبوس، واعتمد في عمله على ألوان الباستيل بشكل أساسي التي أعطت مسحة أيقونية لوجوه شخصياته.
يسلط جورج داود قرم الضوء على جمال وإشراق الموديل الذي يرسمه، من خلال التأثيرات اللونية والخامات، فيقدم الوجوه في حالة صفاء شديد، وقد ترك أثره، بحسب بيان المتحف، على فنانين لبنانيين آخرين مثل فريد عواد وعارف رايس اللذين ابتكرا سلسلة استثنائية من المناظر الطبيعية والزهور باعتماد تقنية قرم الخاصة في الباستيل.