"سيدة الكيس" هاجس النساء الثريات

الخوف من الإفلاس والتشرد ليس مجرد هاجس تعيشه سيدات أميركيات. فعلى الرغم من ثرائهن النسبي فإنّ ذلك الهاجس يشغلهن، ويدفع بحالتهن باتجاه مرض نفسي، يطلق عليه الخبراء متلازمة سيدة الكيس، بحسب "نيويورك بوست".

فالموظفة المتقاعدة والمطلّقة سيندي (63 عاماً) تعتبر سيدة ثرية، ومع ذلك، هي لا تدرك هذا الأمر. فحتى تقاعدها، العام الماضي، من عملها طوال 30 عاماً كمديرة تنفيذية في شركة للإعلانات، كانت تتقاضى سنوياً ما يصل إلى نصف مليون دولار أميركي.

هذا المبلغ أمّن لها شراء شقة كبيرة في حيّ راق في نيويورك. كما أنّها جهزتها بأثاث فخم. وتعيش فيها مع ابنتها الحامل، وحفيدتها ذات العامين.

قصة جميلة لسيدة مكافحة وثرية. لكنّ سيندي تحتفظ بسرّ خطير منذ فترة، هو خوفها الدائم من الإفلاس. وتعترف: "لم أكن أعرف أنّه نوع من الجنون الارتيابي (بارانويا)".

من جهتها، تعمل ستيفاني (57 عاماً) موظفة في مؤسسة مالية، وتتقاضى 150 ألف دولار سنوياً. ليصل الأمر إلى 230 ألف دولار، بإضافة ما تتقاضاه شريكتها الحياتية جنيفر من عيادتها الخاصة بمعالجة المدمنين. ليس لديهما أطفال. لكنّ حالتهما تختلف قليلاً، فأقساط الرهن العقاري الخاص بشقتهما تبلغ 150 ألف دولار سنوياً. وأجرة شقتهما تبلغ 1100 دولار شهرياً. لكن من ناحية أخرى فإنّ جنيفر تملك منزلاً صغيراً في جزيرة ستايتن تؤجره.

تقول سيندي: "أحياناً، أشعر أنّ هنالك درجة صغيرة جداً بيني وبين الأشخاص الذين يجدون أنفسهم مشردين في الشوارع فجأة. أعتقد أنّ ظروف الحياة يمكن أن تتغير بلحظة".

هذه الحالة تسمى "متلازمة سيدة الكيس"، بحسب المستشار المالي والقانوني، لانس دراكر. وهو مؤلف كتاب "كيف تتجنبين متلازمة سيدة الكيس".

وفي هذا السياق، تشير دراسة "النساء والمال والسلطة"، التي أصدرتها مؤسسة "اليانز لايف" للتأمين، إلى أنّ ما يقرب من نصف عينة نسائية من 2200 امرأة أميركية بعمر يتراوح بين 25 عاماً و75، يخشين الإفلاس والتشرد في كبرهن، مما سيجبرهن على حمل أغراضهن في أكياس نايلونية والتجول بها في الشوارع، مع العلم بأنّ جميع النساء اللواتي استطلعت آراؤهن لديهن مدخول لا يقلّ عن 30 ألف دولار. والغريب أنّ 27 في المائة من اللواتي يتجاوز مدخولهن 200 ألف دولار سنوياً، أكدن الخوف نفسه.