وحسب مراقبين، فإن سيناريو الرعب الذي يخشاه نتنياهو يتمثل في عدم تمكنه من تشكيل الحكومة القادمة حتى في حال حصلت أحزاب اليمين على الأغلبية المطلقة من مقاعد الكنيست.
وقالت معلقة الشؤون الحزبية في قناة التلفزة "12" رينا متسليح، إن بعض حركات وأحزاب اليمين قد تعهدت بعدم الانضمام لحكومة برئاسة نتنياهو في حال تم تقديم لوائح اتهام ضده. وأشارت في تعليق بثته القناة الليلة الماضية إلى أن وزير المالية موشيه كحلون، الذي يرأس حزب "كولانو" (كلنا) قدم تعهدا للجمهور الإسرائيلي لا لبس فيه بعدم الانضمام لحكومة نتنياهو في حال تم توجيه لوائح اتهام ضده، مشيرة إلى أن كلا من وزير التعليم نفتالي بينيت، ووزيرة القضاء إياليت شاكيد أوضحا أنهما سيدرسان خطوات حزب "اليمين الجديد" الذي شكلاه مؤخرا في حال تم توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو. وأشارت إلى أنه في حال لم تتوصل كل أحزاب اليمين الرئيس روفي ريفلين بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، فإن ريفلين سيكلف شخصية أخرى من حزب "الليكود" بتشكيل الحكومة. ونوهت إلى أنه في ظل حالة الصراع الداخلي المحتدمة داخل الليكود، فإنه سيكون من شبه المستحيل أن يتوافق قادة الحزب على شخصية واحدة والطلب من الرئيس تكليفها بتشكيل الحكومة.
ولم تستبعد متسليح أن يطلب قادة "الليكود" إجراء انتخابات تمهيدية لاختيار المرشح الذي يتوجب على ريفلين تكليفه بتشكيل الحكومة، مشيرة إلى أن الشروع في تنظيم هذه الانتخابات يعني تبديد الوقت الذي يمنحه القانون للانتهاء من تشكيل الحكومة، وهو ما يرجح التوافق مجددا على إجراء انتخابات جديدة.
يذكر أن عددا كبيرا نسبيا من قادة "الليكود" يرون أنفسهم أنهم الأحق بخلافة نتنياهو في حال غاب عن المشهد السياسي. وعلى رأس هؤلاء؛ وزير الداخلية السابق جدعون ساعر، ووزير الاستخبارات يسرائيل كاتس، ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، والرئيس السابق لبلدية الاحتلال في القدس نير بركات، ورئيس جهاز المخابرات الداخلية آفي ديختر.
من ناحيته قال المعلق في قناة التلفزة "13" رفيف دروكير، إنه في حال تحققت استطلاعات الرأي التي كشفت عنها قنوات التلفزة الإسرائيلية الليلة الماضية، التي توقعت، لأول مرة، حصول أحزاب اليمين على أقل من نصف عدد مقاعد البرلمان القادم، فإن بيني غانتس، الذي يرأس تحالف "أزرق أبيض" المعارض سيكون مضطرا لإقناع بعض أحزاب اليمين بالانضمام إليه. وأضاف أنه نظرا لأن الأحزاب والحركات العربية الممثلة في الكنيست القادم لن تشارك في الائتلاف الحاكم، فإن ضمان تحقيق أغلبية برلمانية مطلقة يتطلب إقناع أحزاب وحركات يمينية بالانضمام للحكومة بقيادة غانتس.
ورجح دروكير أن يتمكن غانتس من استمالة حزبي "كولانو" و"اليمين الجديد"، منوها إلى أن تهاوي الفروق الأيدلوجية بين الأحزاب الإسرائيلية يسهل مهمة اندماج هذين الحزبين في هذا الائتلاف. من ناحية ثانية كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" أن نتنياهو التقى أمس عددا من وزراء ونواب وقادة "الليكود" في منزله الرسمي، وحثهم على الانخراط في الدفاع عنه من خلال الادعاء بأن قرار توجيه لوائح اتهام ضده جاء نتاج الضغوط التي مارسها "اليسار" ووسائل الإعلام على المستشار القضائي للحكومة.