نفت الحكومة الجزائرية أن يكون رئيسها، أحمد أويحيى، قد وصف، أمس الأحد، في كلمه له في باريس، شهداء ثورة التحرير الجزائرية بالقتلى أو الموتى، على الرغم من أن الخطاب مسجل بالصوت والصورة، ويظهر فيه أويحيى يتحدث باللغة الفرنسية عن مليون ونصف ومن دون ذكر عبارة شهيد.
واستندت رئاسة الحكومة في نفيها على برقية بثتها وكالة الأنباء الجزائرية، مساء أمس، من باريس، والتي أوردت أن أويحيى قال إن "الحرب العالمية الأولى كلفت الشعب الجزائري، الذي كان آنذاك محتلا، عشرات الآلاف من القتلى. وأترحم هنا على أرواحهم وعلى أرواح كافة ضحايا هذا النزاع"، وأنه "بالثورة المظفرة للشعب الجزائري الذي تعرّض لفظائع الحرب في سبيل استعادة استقلاله، وكان ثمنها مليونا ونصف المليون شهيد وملايين الضحايا والمرحّلين وخرابا كبيرا".
واتهمت رئاسة الحكومة، قناة تلفزيونية مستقلة، بالتلاعب بخطاب أويحيى، وأكدت أنها أصدرت هذا التوضيح "ردا على ما قامت به إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة بالتلاعب عن طريق التركيب، بما ورد من كلام على لسان الوزير الأول، بخصوص شهداء حرب التحرير الوطني، حيث يكون قد ذكرهم بعبارة الموتى وليس بعبارة الشهداء".
لكن بالعودة إلى مقطع الخطاب الذي بثّه التلفزيون الحكومي في نشرة الأخبار الرئيسية، أمس الأحد، يظهر بوضوح أن رئيس الحكومة الجزائرية قال حرفيا إن "الشعب الجزائري الطيب عرف أهوال الحرب، ودفع من أجل استعادة حريته مليوناً ونصف المليون قتيل"، ولم يذكر كلمة شهداء.
وفي تناقض مع بيان الحكومة، أقر صديق شهاب، المتحدث الرسمي باسم حزب رئيس الحكومة، "التجمع الوطني الديمقراطي"، في تصريح للصحافيين، أن "أويحيى استعمل كلمة قتلى من باب البراغماتية التي تسمح له بإيصال المغزى والرسالة واللغة التي يفهمها الأجانب وخاطبهم بما يفهمون".
وأثارت تصريحات أويحيى غضباً وحنقاً كبيرين في الجزائر التي يعد فيها شهداء ثورة التحرير من أكثر المقدسات الوطنية.
وسبق لأويحيى أن سقط في عثرة سياسية وخطابية أخرى، في شهر يونيو/حزيران الماضي، عندما شجع رجال الأعمال الجزائريين على التعامل مع الأقدام السوداء (المعمرين الفرنسيين السابقين في الجزائر) في تسويق السلع والبضائع الجزائرية في أفريقيا.