تختلف درجة الاعتماد على الزامل، من منطقة إلى أخرى؛ ففي محافظة مأرب، وسط اليمن، التي تعد مركزًا عمليًا للقوات الموالية للشرعية، أنتج منشدون وشعراء العشرات من الأعمال الفنية الحربية من الزوامل، بوصفها فنًا مرتبطًا بالحرب، في المناطق الجبلية على نحو خاص، وحتى في المناسبات. من أشهر منشدي الزوامل، في صف الشرعية، قناف المعظي (يُكتب أيضًا من قبل بعضهم المعضي)، الذي أدّى العديد من الزوامل الحماسية لقوات الشرعية، بما فيها تلك التي ترد على زوامل الحوثيين، بنفس اللحن والقافية، ومنها:
"طبل المعارك دق/ والفيلق تفرق وانطلق، بالحرب يدّافق/ خميس الحق رافع بيرقه، صوت الوغى شوق/ جبال القوم وشبال الطلق، الكهف والخندق/ نعزز عيدنا ونوثقه، يا من تبندق/ في حدود العود كبّر لا فلق، والموت يسبق/ قارح الباروت وحنا نسبقه".
وفيها يقول: "في كل مفرق شع/ فجر الحق وجتاح الغسق، والزحف عانق/ نهم (شرق صنعاء) والنصر المعزر حققه". وجاء زامل، ردًا على آخر شهير للحوثيين، من أداء المنشد الراحل، لطف القحوم، يقول في مطلعه "دق التحالف دق دق/ الشامخ الصم البلق، والأرض تحرق/ والسماء تعلن بشب المحرقه".
كذلك اشتهرت في مناطق يمنية عديدة أصوات أخرى تؤدي الزوامل، على غرار عبد القادر الجيلاني، المنشد الذي عُرف صوته في أوساط ما يُسمى بـ "المقاومة الجنوبية"، التي تقاتل الحوثيين، سواء في عدن ومحيطها عام 2015 أو في جبهتي صعدة والساحل الغربي في العامين الأخيرين.
في حين لا تكاد تخلو جبهة من الجبهات من منشدين وأعمال فنية، تعكس التضاريس وظروف وأسماء المناطق التي تشهد المواجهات؛ إذ أدى قناف المعظي زاملًا باللهجة التهامية (تضم الحديدة بشكل أساسي): "قال التهامي، قل امشله امحوثية"، كذلك اشتهرت زوامل أخرى له: "قال التهامي يا سلاحي تكلم.. وعلّم الحوثي معاني الرجولة".
يشار إلى أن فن الحرب بالنسبة للشرعية، وعلى الرغم من وجود العشرات من الأعمال، لا يثير أصداءً كبيرة كما هو لدى الحوثيين، باعتبارها حركة رافق الزامل مسيرتها، ويأخذ جزءًا من أدبياتها، على عكس الشرعية التي تمثل العديد من القوى المتنوعة، ويتنوع الفن فيها، بين الزوامل التي لا تكاد تخلو منها جبهة من جبهات القتال مع الحوثيين، بالإضافة إلى الأناشيد الوطنية الحماسية، التي كانت تُبث في المناسبات الوطنية وبرامج "التوجيه المعنوي" للجيش، فضلًا عن تعدد الجوانب الفنية بالنسبة للشرعية؛ فإلى جانب الزامل، يشتهر شعراء، على غرار الشاعر الشعبي مجلي القبيسي، الذي سجل عددًا من القصائد، تجمع بين الحماية والهجوم على الحوثيين، أو السخرية مما تتبناه الجماعة من أفكار وسياسات.