"طب فاكت": استشارات طبية للمرضى العرب

06 فبراير 2019
بدأت المبادرة بعدما وقع مريض في خطأ طبي(عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
تمكّن الطالب في كلية الطب بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة، محمد غنيم، وزملاؤه عبد الرحمن أحمد وأحمد درويش وأبرار عياش، من إطلاق موقع إلكتروني متخصص في تقديم الاستشارات الطبية للمرضى العرب والرد على كافة الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بهم يحمل اسم "طب فاكت".
ويعمل الموقع الإلكتروني الذي تمكن الطلبة الأربعة من إطلاقه، خلال الفترة القليلة الماضية، على تقديم الاستشارات بشكلٍ عام لمختلف المرضى، بالإضافة إلى موقع إلكتروني ضمن موقع "طب فاكت" متخصص في تقديم الإرشادات الطبية لمرضى السكري.
وتعززت قناعة غنيم وزملائه بضرورة إطلاق موقع إلكتروني متخصص في الاستشارات الطبية بعد أن شاهدوا موقفاً لأحد المرضى الذين كان يتعالج بأعشاب طبيعية للتعافي من مرض أصابه وكاد يؤدي ذلك إلى إصابته بالفشل الكلوي.
ويقول غنيم لـ "العربي الجديد" إن بداية الموقع الحالي كانت في شهر أغسطس/ آب 2018، إذ كان الموقع يضم 40 محرراً ومدققاً للمواد والمواضيع التي يتم نشرها عبر الموقع الإلكتروني وجميعهم من طلبة وخريجي كليات الطب في الوطن العربي.
ويوضح الطالب في المستوى الخامس بكلية الطب أن الموقع ترشح لجائزة نوبل للشباب التي أطلقها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ويخوض الآن تحدياً ليكون قادراً على توظيف 10 آلاف شخص للعمل ضمن فكرة المبادرة.

وخلال 4 أشهر تجاوز عدد المحررين والمدققين العاملين ضمن فكرة المبادرة التي أطلقها غنيم ورفاقه 100 شخص جرى اختيارهم بعد مراجعة للسيرة الذاتية بكل شخص منهم وطلب إعداد مقالات طبية للنظر فيها قبل اعتمادهم ونشرها، كما يبين.
ويطمح غنيم ورفاقه في مبادرة (طب فاكت) إلى أن يصبح موقعه الإلكتروني ومبادرتهم بمثابة بوابة عربية تصل إلى مختلف الجمهور العربي وتكون بمثابة مرجع للاستشارات الطبية عبر شبكة الإنترنت، في ظل ندرة المحتوى العربي مقارنة مع المحتوى الإنكليزي.
أما عبد الرحمن أحمد فيقول لـ "العربي الجديد" إن عمله في الموقع مرتبط بالبرمجة إلى جانب تخصصه الأساسي كطبيب، وهو ما ساهم في التخفيف من النفقات المالية التي تحتاج إليها المبادرة من أجل استمرار عمل الموقع الإلكتروني بأقل تكلفة ممكنة.
ويشير أحمد إلى أن التحدي الأبرز في عمله بالشق التقني للموقع هو المحافظة على استمرار عمله دون توقف في ظل الحاجة لتوفير سيرفرات تتلاءم مع طبيعة عمل المحررين من مختلف الدول إلى جانب أعداد الزوار مرتادي الموقع.
ويعمل الفريق حالياً بشكل مكثف على التجهيز لإطلاق تطبيق خاص بالهواتف الذكية يكون بمثابة إضافة أخرى إلى جانب الموقع الإلكتروني الخاص بالمبادرة، لتسهيل التواصل مع المرضى ورواد الموقع إلى جانب الصفحات والحسابات الخاصة به عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما يشير.
ويضيف أحمد إلى أن دوره كمدير للجانب التقني يعمل بمفرده في هذا الجانب يعتبر أحد التحديات والعقبات التي تواجه المبادرة، خصوصاً أن باقي الفريق يعمل في شق صناعة المحتوى وتحريره وتدقيقه للنشر عبر الموقع الإلكتروني.
من جانبه، يؤكد مدير الجودة في الموقع أحمد درويش أن عملية اختيار المحتوى تتم بدقة من قبلهم وبحرصٍ شديد على أن تكون هذه المعلومات صحيحة بشكلٍ كامل إلى جانب كون الصياغة جديدة وليست مجرد اقتباسات من مصادر أخرى.
ويوضح درويش لـ "العربي الجديد" أن عملية صناعة المحتوى واختياره تمر بعدة مراحل، من ضمنها طلبات الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتم عرض المقالات مدعمة بالأدلة العلمية والمصادر والمراجع التي تمت العودة إليها.
ويلفت إلى أن إحدى أبرز العقبات التي تواجه مبادرتهم هي الصعوبات المالية وغياب الدعم الرسمي لها، إذ يتم الاعتماد على الدعم الذاتي من قبلهم، أملاً في الحصول على دعم للمبادرة يقودهم نحو تطوير الموقع الإلكتروني بشكل يلبي طموحاتهم وآمالهم.

وعن المراحل التي تتم بها عملية كتابة المحتوى تبين أبرار عياش لـ "العربي الجديد" أن كل محرر من الفريق يقوم بكتابة المقالة ثم يتم تدقيقها بعد أن يتم التأكد من سلامة المحتوى وصحته والمصادر التي اعتمد عليها المحرر في كتابته للموضوع الطبي.
وتنبه إلى أن المحررين تم تقسيمهم إلى 8 مجموعات، إذ تعمل هذه المجموعات على الكتابة ومن ثم يجرى تدقيق المقالة وتخضع بعد ذلك للتقييم من قبل إدارة التحرير ويزود المحرر كاتب المقالة بالملاحظات إلى جانب إمكانية استبعاد أي محرر من المبادرة حال ارتكب مخالفات.
دلالات