في ذكرى أحداث مجلس الوزراء، أحيت حملة "عسكر كاذبون" الذكرى على طريقتها الخاصة، بإنتاج مقطع فيديو استحضروا فيه ذكرى الشهداء، وولادة الحملة، في إطار استمرارها "بفضح كل كاذب وضد كل تزييف للتاريخ".
صعود الحملة من جديد بالتزامن مع ذكرى أحداث مجلس الوزراء، بعد خفوت استمر أشهراً عدة، يشير إلى أن الكذب لا يزال مستمراً، وأن الكاذبين لا يزالون يتحكمون في وعي الشعب من خلال ما يبثونه إليهم من معلومات، خصوصاً أن الحملة انطلقت منذ تأسيسها بشعار "عسكر كاذبون.. إعلام بديل.. إعلام الشعب".
بدأت حملة "كاذبون" يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2011 بعد ما وصفته بـ"المذبحة البشعة التي وقعت في محيط مبنى مجلس الوزراء بقيادة المجلس العسكري، الذي تورط قبلها في الكثير من الجرائم في حق الشعب ووصل بثورة مصر لنفق مظلم"، بحسب الحملة في بيانها التأسيسي.
انتشرت الحملة بعروض فيديو في الشارع لكشف الحقيقة وضد الأكاذيب، وقامت بتنظيم مئات العروض في كل محافظات مصر، بل وجاليات مصر في دول عدة، عن طريق شباب الثورة الذي تبنى الفكرة بشكل لا مركزي، فلم تكن الحملة مملوكة لجهة أو أشخاص، وإنما كانت فكرة بدأت بعشرة شباب، بعضهم مستقل وبعضهم ينتمي إلى مجموعات ثورية. وسرعان ما وصلت إلى آلاف الثوار الذين طوّروا الفكرة إلى حملة شعبية. وبسرعة ظهرت النتيجة على أرض الواقع في الذكرى الثانية للثورة في 25 يناير/كانون الثاني 2012.
حققت الحملة أهدافها بالخروج من ميادين مصر إلى شوارعها وكشف جرائم المجلس العسكري والإطاحة بسقف النقد وتحويل هتاف "يسقط حكم العسكر" إلى هدف من أهداف الثورة. وذلك بالانتشار في أنحاء مصر واستخدام أدوات العصر للتنظيم والحشد وخلق إعلام بديل يعتمد على صحافة المواطنين والتواصل مع جمهور الشارع.
بعد ذلك تطورت الحملة للعمل على تحقيق أهداف الثورة عن طريق القيام بمبادرة تحت عنوان "سارقين عيش" في يوليو/تموز 2012 لكشف جرائم نهب الوطن وسرقة حقوق المصريين وتم تنظيم فاعلية كبيرة يوم 23 يوليو/تموز 2012 لتسويق حملات الثورة المختلفة مثل (لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين، وعايزين نعيش، والحق في الصحة، والحق فى السكن، ومحليات، واللجان الشعبية، ولا لعسكرة الوظائف المدنية، والشهداء مش أرقام، وحاكموهم) وغيرها من الحملات الثورية والشبابية التى تهدف إلى رفع الوعى وانتزاع الحقوق المشروعة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الحملة التي تبنت في نشأتها مبدأ "اللامركزية"، قد حافظت على المبدأ نفسه طوال الأعوام الماضية، وظلت الحملة غير ممثلة لأي كيان أو أشخاص، بل حملة لكشف الحقائق وتطوير الإعلام البديل لمصلحة الثورة بدأت تحت شعار "عسكر كاذبون"، ثم "كاذبون باسم الدين"، أو "كاذبون بدقون"، لكشف أكاذيب جماعة الإخوان وحلفائها الذين استغلوا الدين لتحقيق أهداف ومصالح سياسية أو شخصية.