قال مسؤولون عراقيون، اليوم الجمعة، إن قاعدة القادسية الجوية، المعروفة حاليا باسم "عين الأسد"، في محافظة الأنبار، غرب العراق، قد تكون قاعدة أميركية دائمة للسنوات الخمس المقبلة على أقل تقدير، بعد انتهاء جانب كبير من عمليات إعادة تأهيلها وإضافة مدرج آخر للطائرات المقاتلة، وبناء ملاجئ تحت الأرض، ومراكز مبيت للجنود ومخازن نفذتها ثلاث شركات أجنبية متعاقدة مع الجيش الأميركي.
ووفقا لجنرال رفيع في وزارة الدفاع العراقية، فإن نحو ألفي جندي وعسكري أميركي يتواجدون في قاعدة "عين الأسد" غرب الأنبار حاليا، ويتخذونها مقرا استراتيجيا لهم ضمن مهام وجهود "التحالف الدولي ضد الإرهاب"، مبينا أن "أعمال البناء والتأهيل التي تتم على نفقة الأميركيين تشير إلى أن بقاءهم سيكون طويلا في تلك القاعدة، وعلى الأقل لخمس سنوات أخرى"، وفقا لقوله.
وأكد المسؤول العسكري العراقي أن الجيش الأميركي بنى فعلا ملاجئ ومراكز إيواء للجنود، ومدرج طائرات ومرابض ومنصات رصد جوي، ومخازن في القاعدة الواقعة على بعد 110 كلم من مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، لافتا إلى أن "عمليات البناء والتأهيل بدأت منذ عدة أشهر، من خلال اقتطاع الجانب الشمالي الغربي من القاعدة وعزله عن مكان تواجد القوات العراقية، ما جعله قاعدة داخل قاعدة أخرى أكبر".
من جانبه، قال قيادي بارز بقوات العشائر المناهضة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ويدعى سعيد الجغيفي، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الأميركية تنفذ حاليا عمليات تدريب ودعم لوجستي لأبناء العشائر من خلال قاعدة عين الأسد، ومنها تنطلق الطائرات المسيرة لمراقبة حركة التنظيم في صحراء الأنبار وبلدات عنة وراوة والقائم، التي ما زالت تحت سيطرة داعش"، مشددا على أن "وجودهم حد من حركة المليشيات بشكل كبير في مناطق غرب الأنبار".
وقاعدة القادسية الجوية، التي غيرت سلطة الاحتلال المؤقت للعراق عام 2003 اسمها إلى قاعدة "عين الأسد"، تعد ثاني أكبر قواعد العراق الجوية، وتتوسط المثلث الغربي مع الأردن وسورية والسعودية، وتبلغ مساحتها نحو 20 كلم، تم تشييدها في ثمانينيات القرن الماضي على يد شركات يوغوسلافية عسكرية متخصصة، واستخدمت إبان الحرب العراقية الإيرانية كمقر لسرب طائرات الميغ والسوخوي.
وفي عام 1991، استخدمت في نصب منصات الصواريخ لقصف تل أبيب بصواريخ سكود العراقية، بعد قصف أميركي استهدف مواقع H1 و3H العسكرية قرب الأنبار، التي قرر الجيش العراقي أن تكون الضربات الصاروخية لدولة الاحتلال الإسرائيلي منها.
ومواقع H1 و3H مختصرات لعقد خط أنابيب حيفا بغداد، حيث كان العراق يزود دولة فلسطين بالنفط عبر الأردن قبل الاحتلال الإسرائيلي.