انطلقت، أمس السبت، في العاصمة البلجيكية بروكسل الدورة الخامسة لمهرجان "عين على فلسطين" الفني الذي تنظمه جمعية الصداقة البلجيكية الفلسطينية (غير حكومية)، مع عدد من المؤسسات البلجيكية "الصديقة للشعب الفلسطيني"، وذلك في إطار الاحتفال بيوم الأرض الفلسطيني للفت الأنظار إلى المعاناة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وشهد حفل افتتاح المهرجان الذي يتواصل إلى الخامس من أبريل/نيسان المقبل، عرضاً موسيقياً قدمته المجموعة الموسيقية الفلسطينية "مجموعة 47"، ضم مجموعة من الأغاني التراثية والثورية الفلسطينية.
وفي هذا العام يعرض مهرجان "عين على فلسطين" الذي انطلقت الدورة الأولى منه سنة 2010، بحسب منظميه، "عدداً من الأشرطة السينمائية والوثائقية التي تحاكي الواقع الفلسطيني ومعاناة الشعب الفلسطيني اليومية في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي وزحف المستعمرات الإسرائيلية، فضلاً عن المؤتمرات والمناقشات والفنون البصرية والحية، والمسرح والموسيقى".
ومن أبرز الأفلام المعروضة هذا العام فيلم "فاعلو الخيرات" للمخرجة البريطانية كلوي روثفن الذي يحكي واقع عالم المساعدات المظلم في فلسطين، ويركز على تشابك السياسة والأمور الشخصية التي تحول دون تحقيق الأحلام مهما كانت بسيطة. وتحاول مخرجة الفيلم مقاربة البعثات الإنسانية والمبادرات الفردية لنشطاء السلام القائمة على التضامن مع الشعوب، خاصة الشعب الفلسطيني من منظور مختلف.
وفيلم "الوطن الحلم" أيضاً للمخرجة الفلسطينية لاريسا صنصور التي وظفت الخيال العلمي والصور المركبة رقمياً، لصنع فيلم تتلخّص فيه أحلام الشباب الفلسطينيين ونظرتهم للمستقبل في إطار ما يسمى بالنظام العالمي وتسييره لنا.
ويعرض أيضاً فيلم "المطلوبون الـ 18" للمخرجين الفلسطيني عامر شوملي والكندي بول كوان، والذي يروي قصة تعود أحداثها إلى فترة الانتفاضة الأولى عام 1987، عندما قامت مجموعة من الفلسطينيين في بيت ساحور بشراء 18 بقرة، وبما أنّ كل حدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا بد أنْ يكون له معنى أعمق، فإنّ هذه البقرات لم تكن مجرد بقرات، بل رمزاً لإمكانية البلدة أنْ تصبح مكتفية ذاتياً.
وأفاد بيير غالان رئيس جمعية الصداقة البلجيكية الفلسطينية أن مهرجان "عين على فلسطين"، "يوفر سنوياً منصة للفنانين الذين يقدمون رؤيتهم الخاصة للواقع الفلسطيني. في نفس الوقت، يعطي دفعة للقطاع الثقافي في بلجيكا من خلال الأعمال السينمائية التي نادراً ما يشاهدها الجمهور في الساحة الثقافية التجارية".
وتأتي هذه الاحتفالات السنوية بحسب القائم بأعمال البعثة الفلسطينية لدى بروكسل والاتحاد الأوروبي هادي شبلي، "في إطار مساندة الجمهور البلجيكي وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في إعادة تأكيد حقه في إحياء ذكرى يوم الأرض".
وأضاف شبلي في كلمته خلال افتتاح المناسبة: "إن المواطن الفلسطيني يأمل في استعادة حقوقه المتمثلة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفي عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أراضيهم".
ويحيي الفلسطينيون، في 30 مارس/آذار من كل عام، ذكرى "يوم الأرض"، والتي ترجع لأحداث وقعت عام 1976، عندما أقدمت الحكومة الإسرائيلية على مصادرة مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الوقت، يحيي الفلسطينيون في مناطق وجودهم كافة، هذه الذكرى بفعاليات ومسيرات، ويعتبرونها رمزاً من رموز الصمود الفلسطيني، كونها تعبّر عن محور الصراع مع إسرائيل المتمثل بـ "الأرض".
وتعود جذور الأحداث إلى ما يعرف إعلاميّاً باسم بـ "نكبة فلسطين"، وتأسيس دولة إسرائيل على أنقاضها عام 1948، حيث بقي داخل حدود فلسطين التاريخية قرابة 156 ألف فلسطيني، لم تستطع القوات الإسرائيلية إجبارهم على الرحيل، كبقية اللاجئين الفلسطينيين، وتم منحهم الجنسية الإسرائيلية. لكن السلطات الإسرائيلية دأبت على مصادرة أراضيهم، وقراهم، والتضييق عليهم بهدف دفعهم لمغادرة البلاد.
وفي عام 1976 صادرت الحكومة الإسرائيلية مساحات كبيرة من أراضي هؤلاء العرب الأقلية، الواقعة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، خاصّة في منطقة الجليل (شمال إسرائيل).