الكهف الذي يبلغ طوله وامتداده حوالي 144 مترًا، ولكن فقط أول 50 مترًا مفتوح للزوار، يعتبر نقطة جاذبة للسياح، فعلاوة على القيمة الجمالية والتاريخية للغار، هناك متحف، يعرض ثروة واسعة من الاكتشافات من عظام الحيوانات إلى القطع الأثرية البشرية.
ويزيد من جمالية المكان ينابيع مياه تقطر حبات ماء وتضفى روعة على المكان. يتكون الكهف من عدة طبقات ومكونات تختلط فيها الآثار الحيوانية، الجيرية، والطبقة الطينية. وقد اشتقت تسميته من الكلمة العربية "ظلام" نظراً إلى أن الكهف شديد العتمة ولا تصل إليه إلا القليل من أشعة الشمس.
تم اكتشاف "غار ظلام" عام 1885، وبدأت عمليات ترميم واكتشافات مكثفة في الكهف عام 1987، إذ تم العثور آنذاك على آثار من العصر الحجري القديم، والعديد من الأحفوريات لحيوانات عاشت منذ زمن بعيد. شملت الاكتشافات آثار هياكل عظمية لفصيلة من الأفيال انقرضت إبان العصر الجليدي، يعرض المتحف أيضا بقايا حيوانات عاشت في القارة الأوروبية، وأبرز اكتشافات التي تتعلق بدلائل على حياة بشرية يرجع تاريخها إلى 7400 قبل الميلاد، وبقايا من الفخار يرجع تاريخها إلى 5200 قبل الميلاد، إضافة إلى أسنان يعتقد أنها للأنسان البدائي.
تم إدراج "غار ظلام " في قائمة التراث الإنساني العالمي عام 1925، ولكن لم يتم تمكين الزوار من دخوله إلا عام 1933. وخلال الحرب العالمية الثانية تم استخدام الكهف كمأوى من الغارات الجوية.
بالنسبة للمتحف، أتت الفكرة من قبل أمين متحف التاريخ الطبيعي في مالطا، جوزيف بالداتشينو في عام 1980. يحوي المتحف، ثروة هائلة من الاكتشافات من عظام الحيوانات إلى الآثار البشرية. لكن السرقات أخفت آثار شديدة الأهمية ولا تقدر بثمن، مثل أنياب من الأفيال القزمة، وجمجمة طفل من العصر الحجري الحديث.
"غار ظلام" يبقى معلما بارزا وشاهدا على حياة العصور الغابرة، وهو دليل تاريخي على عراقة مالطا وأصالة الجزيرة.