قررت اللجنة المركزية لحركة "فتح" اليوم الخميس، الإيعاز لكافة أسرى الحركة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعددهم نحو 3 آلاف أسير بالانضمام إلى إضراب "الحرية والكرامة" الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون منذ 25 يوماً، وفي مقدمتهم القيادي في الحركة، الأسير مروان البرغوثي.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، في كلمة له خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة رام الله اليوم، إن "هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى، تلقت قراراً من اللجنة المركزية لحركة فتح، ممثلة بمفوضية التعبئة والتنظيم، ينص على أنه ينبغي على كل كوادر حركة فتح داخل السجون، الالتحاق بالإضراب لحسمه، على أن يستثنى من الإضراب الأسيرات والمرضى والأشبال (الأطفال)".
وشدد فارس على أن "انخراط أسرى فتح في هذه المعركة، هو رسالة إلى دولة الاحتلال بأنكم إن راهنتم على تصدع جبهة الإضراب، فإن رهاناتكم تسحق تحت أقدام أسرانا الأبطال".
إلى ذلك، قال قدورة فارس لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر الصحافي، حول قضية زيارة الصليب الأحمر للأسير مروان البرغوثي، إنه "ينبغي عدم المبالغة في هذه الزيارة، وكان الوضع أن يزوره منذ اليوم الأول، لكنها تأخرت بسبب طول فترة عزل مروان"، لافتاً إلى أنه لا يوجد أي جديد بخصوص الإضراب وأن الأسرى مستمرون بإضرابهم.
وخلال المؤتمر، لفت فارس إلى أنه قبل أسبوع انضم عشرات القادة من كافة الفصائل للإضراب، وهو أبلغ رد على دولة الاحتلال المجرمة، وهو يحمل دلالات بأننا متحدون من أجل حقوقنا، فيما أكد أنه سينضم خلال الأيام القادمة إلى الإضراب، كوكبة أخرى من فصائل العمل الوطني لحسم الإضراب.
بدوره، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، إنه "تناغماً مع قرار لجنة مركزية فتح هذا، فإن اللجنة الوطنية لإسناد الإضراب، قررت اعتبار اليوم يومَ الغضبِ الفلسطيني ويوم انتصارٍ وحسمٍ للحركة الأسيرة في معركتها، حيث تمارس مصلحة سجون الاحتلال والحكومة اليمينية المتطرفة بحق الأسرى، ممارسات وانتهاكات وتنكيل، وهي لا تريد حواراً مع قيادة الإضراب".
وشدد شومان على أن الرد الطبيعي لهذا التعنت، هو انضمام الأسرى بالآلاف إلى الإضراب، وخروج الشعب الفلسطيني إلى الميادين ونقاط التماس وأمام بوابات السجون كرسالة شديدة اللهجة للحكومة الإسرائيلية بأنه لن نتخلى عن أسرانا.
بدوره، أعلن القيادي في حركة فتح في رام الله، نعيم مرار، في كلمته، أن الحركة وقواعدها ستنتقل من إطار التضامن مع الأسرى، إلى إطار الشراكة الحقيقية في معركة الأسرى ضد الاحتلال، حيث يجب أن نكون متحدين.
وأكد أن الساحة الفلسطينية ستشهد بانسجام مع قرار اللجنة المركزية فعاليات للمقاومة الشعبية في كافة المناطق اعتباراً من يوم غد، حتى انتصار الأسرى، لافتاً إلى أن قواعد حركة فتح جاهزة لنصرة الأسرى، انسجاماً مع ما يريدونه، وانسجاماً مع "قائدنا مروان البرغوثي".
أما القيادي في حركة "حماس"، وصفي قبها، فدعا في كلمته، كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، إلى أن تحذو نفس الحذو الذي حذته اللجنة المركزية لحركة فتح، وأن توعز كل الفصائل لعناصرها في السجون بالانضمام للإضراب من أجل تقصير عمره وتوفير المعاناة على أبناء الشعب الفلسطيني، فيما أكد قبها أن قرار مركزية فتح سيهزم السجان ويركع أمام مروان وكل المضربين.
ويخوض أكثر من 1600 أسير فلسطيني من مختلف الفصائل، إضراباً منذ 25 يوماً، من بينهم قيادات وكوادر من مختلف الفصائل على رأسهم القيادي مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وذلك من أجل تلبية جملة من المطالب الحياتية التي يحتاجها الأسرى، بعد فشل كل الحوارات مع إدارة مصلحة سجون الاحتلال لتحقيقها.