وأعطى النوخذة السادة تعليماته لطاقم الرحلة بكيفية خطفة الشراع الذي يحمل صورة تميم المجد، وسط وداع الجماهير التي رددت النشيد الوطني القطري والأهازيج الشعبية التي يؤديها البحارة خلال رحلات الغوص والصيد المصحوبة برقصة العرضة وأغاني النهّام، في صورة تعبق بالتراث البحري الأصيل وتحيي الإرث الثري لأهل قطر وعلاقتهم الوثيقة بالبحر وما يتعلق به من عادات وتقاليد أصيلة وقيم إنسانية لا تزال تنتقل عبر الأجيال.
إلى ذلك، يختتم مهرجان "كتارا السابع للمحامل التقليدية" فعالياته غداً السبت بقفال تراثي للمشاركين في مسابقة الحداق، وإعلان نتائج المسابقات ثم توزيع الجوائز.
وقد استقطبت أجنحة القرية التراثية زوار المهرجان من مختلف الجنسيات والفئات، وحظيت المعروضات التي زخر بها جناح متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني باهتمام عشاق التراث، واطلعوا على أدوات الغوص والمراكب وأسماء الطواشين والنواخذة، في الدوحة، وفويرط (1940)، والخور والوكرة (1950).
كذلك اطلعوا على أسماء سفن الغوص، والهيرات (المغاصات) وأدوات المراكب ووسائل الغوص التي يستخدمها البحارة في رحلات الغوص على اللؤلؤ، بالإضافة إلى أنواع المجادح المستخدمة في صناعة السفن الخشبية، وأنواع المبارد، كذلك قدّم الجناح مقتنيات قديمة من بينها صور نادرة تعود إلى ما قبل 1945 ومجموعة بوصلات اتجاه السير وميازين اللؤلؤ وأسماء السفن ما قبل 1930.
من جانبها، قدمت الفرق الشعبية المشاركة (المها القطرية، وأجيال العمانية، والجالغي البغدادي العراقية)، عروضاً فلكلورية مزجت فيها بين الإيقاعات الشعبية واللوحات البحرية.
وشكّلت الرحلات البحرية نافذة ترفيهية سنحت للزوار بأن يعيشوا أجواء بحرية ممتعة بالركوب في المحامل التقليدية والتقاط صور تذكارية.
ويقول القطري أبو عبد العزيز إن "المهرجان فرصة مميّزة لإطلاع الجيل على تراث الأجداد، وأصطحب سنوياً أبنائي ليتعرفوا على التراث الأصيل؛ سواء القطري أو الخليجي أو العالمي من خلال مشاركة تركيا واليونان والعراق"، معرباً عن شكره لكتارا لما تبذله من جهود في تنظيم فعاليات ثقافية متنوعة ومميزة.
بدورها تؤكّد المقيمة الفرنسية نيكولا أنها تحرص على متابعة مهرجان كتارا للمحامل التقليدية للعام الثاني على التوالي، معبرة عن انبهارها بما شاهدته من أجنحة مختلفة ومعروضات تراثية.
وتعرض الأجنحة العمانية المشاركة الأدوات والوسائل التي يستخدمها البحارة في حفظ حاجياتهم وأداء عملهم ومهامهم خلال توجههم إلى رحلات الصيد والغوص على اللؤلؤ، إذ تصنع يدويّاً بطريقة تجديلية وتشابكية، مثل "السفة" التي تصنع من الخوص وسعف النخيل، و"الجفير" وهي نوع من السلال الكبيرة الحجم وتستخدم فيها جذوع النخل والخوص المحكم بعد تقطيعها لنقل الأمتعة والبلح والأسماك، و"المهفة" وهي مروحة بسيطة، و"القفة" لحفظ الأطعمة والملابس ولوازم الأطفال، و"المشبة" لإشعال النار، و"البسط" لوضع الطعام والزاد.
يذكر أن محمل "فتح الخير" من نوع (بوم) ومساحته 108 أقدام ويستوعب 120 طناً، وهو المحمل نفسه الذي جرى استعماله في رحلة "فتح الخير 2" إلى الهند، وقد جرت صيانته بالكامل من قبل الورشة الأميرية.