قبيل ساعات من افتتاح معرض "فلسطين ثقافة وصمود"، انهمك الغزّي ناصر حسونة وزوجته وخمس من بناته في تجهيز كمية وفيرة من مشغولاتهم اليدوية، كونهم يتقنون المطرزات وأعمال الخشب منذ فترة طويلة، ليُحيوا بها تراث أجدادهم وبلادهم.
ووقف حسونة داخل زاوية مشغولاته في المعرض الذي افتتحه مركز "رواسي فلسطين" للثقافة والفنون، اليوم الأربعاء، في مدينة غزة، ويستمر يومين، ويضم عددا من الزوايا التي تنوعت بين مطرزات ومشغولات يدوية والمخطوطات الفلسطينية واللوحات الأثرية والصور الفوتوغرافية، إضافة إلى زاوية الكتب والروايات الفلسطينية.
وأوضح حسّونة، لـ"العربي الجديد"، أن بناته يتقنّ مهنة التطريز، في حين أنه أضاف ذلك إلى شغله في الخشب وزخرفته بالمطرزات، مبينًا أن التراث الفلسطيني هو الأساس في أعمالهم اليدوية التي يرغبون من خلالها في "إبراز أهميته والحفاظ عليه مهما حاول الاحتلال طمسه وتشويهه".
إلى جانب حسّونة، وقفت الحاجة أم محمد الغماري، ترتّب الأثواب الفلسطينية التي صنعتها بيديها. تعمل السيدة الغماري في صناعة المطرزات منذ 60 عامًا، وتقول لـ"العربي الجديد": "هذه الصناعة هي مفتاح الهوية الفلسطينية، نتمسك بها كما نتمسك بكل حبة تراب من أرضنا".
وتستشهد السيدة السبعينية، في حديثها عن التراث الفلسطيني الذي تربّت عليه وتحافظ عليه ومعها كل الفلسطينيين، بمقولة "من ليس له قديم ليس له جديد"، مشيرةً إلى أنه "طالما الشعب متمسك به ويحافظ عليه بكل جوانب حياتهم، فهو باق ومخلد إلى الأزل، ولن تغيّبه محاولات الاحتلال".
اللوحة الفنية لم تغب عن المعرض، إذ شاركت أسماء طافش، بلوحة عن الانتفاضة الفلسطينية، للتعبير عن القوة والتحدي والإصرار على نيل الحق، وقالت لـ"العربي الجديد"، إن الصورة التي رسمتها بألوان الفحم، تعبر عن "قدرة الفلسطينيين على تحطيم القيود الإسرائيلية للوصول إلى الحرية".
وفي الركن الشرقي من المعرض، كانت زاوية مخصصة للكتب والروايات الفلسطينية، عرضها الغزّي عاطف الدرة، كونه مقتنعا بأن الكتب المتعلقة بالقضية ما زالت حاضرة في ذهن المجتمع وملهمة له، معبرًا عن حاجة الفلسطينيين لمعرفة كل جديد حول تراثهم وحياتهم وحياة أجدادهم.
ويضيف لـ"العربي الجديد"، أنه جمع العديد من الروايات والنصوص والقصص الفلسطينية، لتكون "زوايا المعرض أكثر تكاملاً في إظهار حب الفلسطينيين لتراثهم بكافة أشكاله، وتمسكهم به مهما طال الزمان".
وشارك فادي بدوان في المعرض بزاوية من الصور الفوتوغرافية، كونه تفنن في تصوير الحياة البدوية والمخيمات الفلسطينية، ويقول لـ"العربي الجديد"، إنه يريد من خلال صوره "إظهار الحياة البسيطة للغزّيين، كونها الأقرب للحياة التي تعوّد عليها الآباء والأجداد".
إلى ذلك، أوضح المدير التنفيذي لمركز رواسي فلسطين، محمد الحسني، في كلمة على هامش المعرض، أن الزوايا المختلفة المشاركة "تعبر عن فلسطين وعن التراث الفلسطيني الذي لا يغيب عن ذهن الفلسطيني أينما ارتحل".